للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَرْفًا ولا عدلًا؛ والله عليكم بذلك شهيد، وكفى بالله شهيدًا (١). [٣٨٧].

* * *

وذكر أنه لمّا كانت صبيحة اليوم الذي بويع فيه المنتصر شاع الخبر في الماحوزة - وهي المدينة التي كان جعفر بناها في أهل سامرّا - بقتل جعفر، وتوافَى الجندُ والشاكريّة بباب العامة بالجعفريّ وغيرهم من الغوغاء والعوامّ، وكثر الناس وتسامعوا، وركب بعضهم بعضًا، وتكلموا في أمرِ البيعة، فخرج إليهم عَتّاب بن عتّاب - وقيل: إنّ الذي خرج إليهم زُرافة - فأبلغهم عن المنتصر ما يحبون، فأسمعوه؛ فدخل إلى المنتصر فأخبره؛ فخرج وبين يديه جماعة من المغاربة، فصاح بهم: يا كلاب! خذوهم؛ فحملوا على الناس فدفعوهم إلى الثلاث الأبواب، فازدحم الناس ووقع بعضهم على بعض؛ ثم تفرّقوا عن عِدّة قد ماتوا من الزَّحْمة والدَّوْس؛ فمنهم من ذكر أنهم كانوا ستة نفر، ومنهم من قال: كانوا ما بين الثلاثة إلى الستة.

* * *

وفيها ولَّى المنتصر أبا عَمْرة أحمد بن سعيد - مولى بني هاشم، بعد البيعة له بيوم - المظالم، فقال قائل:

يا ضيعةَ الإسلامِ لمَّا وَلِي ... مظالمَ النَّاسِ أَبو عَمْرَهْ

صُيّرَ مأْمونًا على أمةٍ ... وليسَ مأْمونًا على بَعْرَهْ (٢)

وفي ذي الحجة من هذه السنة أخرج المنتصر عليّ بن المعتصم من سامرّا إلى بغداد ووكَّل به (٣).

وحجّ بالناس فيها محمد بن سليمان الزينبيّ (٤).


(١) هذه الرسائل والكتب وما شابهها ذكرها الطبري بلا إسناد في الغالب فالله أعلم بصحتها.
(٢) انظر البداية والنهاية [٨/ ٢١٥].
(٣) المصدر السابق نفسه.
(٤) المصدر السابق نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>