وانتهاءً بهذه الصفحة (٣٤٥) علقنا على بعضها آنفًا وقلنا بأننا لم نجد ما يؤيدها من مصادر متقدمة موثوقة أخرى وقد ذكرها ابن الجوزي مختصرًا (١٢/ ٤٣ - ٤٩). وكذلك ابن كثير وقال ثم جرت بينهما حروب طويلة وفتن مهولة جدًّا قد ذكرها ابن جرير مطولة [البداية والنهاية ٨/ ٢١٩]. ولا نستطيع الجزم بصحة كل هذه التفاصيل أو عدم صحتها وفي بعض أجزائها نكارة واضحة والله تعالى أعلم. وقد اختصر الحافظ السيوطي رحمه الله هذه الأحداث قائلًا: ولما تنكر له (أي للمستعين) الأتراك خاف وانحدر من سامراء إلى بغداد فأرسلوا إليه يعتذرون ويخضعون له ويسألونه الرجوع فامتنع فقصدوا الحبس وأخرجوا المعتز بالله وبايعوه وخلعوا المستعين، ثم جهز المعتز جيشًا كثيفًا لمحاربة المستعين واستعد أهل بغداد للقتال مع المستعين فوقعت بينهما وقعات، ودام القتال أشهرًا وكثر القتل وغلت الأسعار وعظم البلاء وانحلّ أمر المستعين فسعوا في الصلح على خلع المستعين وقام في ذلك إسماعيل القاضي وغيره بشروط مؤكدة [تأريخ الخلفاء/ ٤٠٦]. وقد وصف السيوطي الخليفة المستعين بقوله: وكان خيرًا فاضلًا بليغًا أديبًا. ولم نر ذكرًا لخلافة المستعين عند غير الطبري من المؤرخين الثقات والأخباريين المتقدمين سوى ما قاله ابن قتيبة الدينوري متجاوزًا كل هذه التفاصيل مقتصرًا على ثلاثة عناوين (البيعة ثم الخلع ثم القتل) فقال: ثم بويع أحمد المستعين بالله بن محمد بن أبي إسحاق المعتصم بعده وخلع في آخر سنة إحدى وخمسين ومئتين وقتل سنة اثنتين وخمسين ومئتين [المعارف/ ٢٠٠].