للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم على التَّراء؛ ثم صفَّق ذات اليسار، ثم على يَيْن، ثم على صُخَيْرات اليمام، ثم استقام به الطريق على المحجَّة من طريق مكة، فأغَذّ السير سريعًا؛ حتى نزل على غُرَان؛ وهي منازل بني لحيان - وغُرَان وادٍ بين أمَج وعُسْفان - إلى بلد يقال له ساية، فوجدهم قد حذِرُوا وتمنَّعوا في رؤوس الجبال، فلمّا نزَلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخطأه من غزّتهم ما أراد، قال: لو أنَّا هبطنا عُسفان لرأى أهل مكَّة أنَا قد جئنا مكَّة. فخرج في مئتي راكب من أصحابه حتى نزل عُسفان، ثم بعث فارسين من أصحابه، حتى بلغا كُرَاع الغَمِيم، ثم كَرَّا وراح قافلًا.

حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلمة، قال: حدّثني ابنُ إسحاق. قال: والحديث في غزوة بني لحيان - عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر، عن عبيد الله بن كعب (١). (٢: ٥٩٥).


(١) إسناده ضعيف ولقد جاء ذكر هذه الغزوة في عدة روايات منها الصحيحة ومنها الضعيفة.
فقد أخرج أبو داود في سننه (صلاة الخوف / ح ١٢٣٦) عن أبي عياش الزرقي قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعسفان فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد ... الحديث، وفي آخره: فصلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين، مرة بأرض عسفان وسرة بأرض بني سليم. والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ٣٣٨) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
وأخرج أحمد في مسنده (٢/ ٥٢٢) والترمذي في سننه (ح ٣٠٣٨) من طريق عبد الله بن شقيق حدثنا أبو هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل بين ضجنان وعسفان فقال المشركون: إن لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم حتى من أبنائهم وأبكارهم وهي العصر ... الحديث).
وقال الترمذي: حسن صحيح وعقب الحافظ ابن كثير على هذه الرواية قائلًا: إن كان أبو هريرة شهد هذا فهو بعد خيبر وإلا فهو من مرسلات الصحابي ولا يضر ذلك عند الجمهور والله أعلم.
وأخرج مسلم في صحيحه (صلاة المسافرين ح ٣٠٧) عن جابر رضي الله عنه قال: (غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومًا من جهينة فقاتلوا قتالًا شديدًا فلما أن صلى الظهر قال المشركون لو ملنا عليهم ميلة لاقتطعناهم وأخبر جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك وذكر لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: وقالوا إنه ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولاد ... إلخ الحديث).
وقال الحافظ ابن كثير معقبًا على الحديث قائلًا: ولم يذكر في سياق حديث جابر عند مسلم ولا عند أبي داود الطيالسي أمر عسفان ولا خالد بن الوليد لكن الظاهر أنها واحدة (البداية والنهاية ٣/ ٢٢٧ طبعة دار الفكر).
وأخرج البيهقي في الدلائل (٣/ ٣٦٥) حديثًا في غزوة بني لحيان ولكن بسند معضل والله =

<<  <  ج: ص:  >  >>