للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها حكَّم شارٍ في طريق خُراسان، وصار إلى دَسْكَرة المَلك، فقتل وانتهب.

وفيها ورد الخبر مدينة السلام بدخول حَمْدان بن حمدون وهارون الشاري مدينةَ الموصِل، وصلّى الشاري بهم في مسجد الجامع (١).

وفيها قدم أبو العباس بن الموّفق بغداد منصرفًا من وقعته مع ابن طولون بالطواحين لتسع بقين من جمادى الآخرة.

وفيها نُقِبَ المطبَق من داخله، وأخرِج الذوائبيّ العلويّ ونفسان معه، وكانوا قد أعِدّت لهم دوابّ توقف في كل ليلة ليخرجوا فيركبوها هاربين، فنُذِر بهم، وغُلِّقت أبواب سدينة أبي جعفر المنصور، فأخِذَ الذوائبيُّ ومَنْ خَرَج معه، وركب محمد بن طاهر، وكتِب بالخبر إلى الموفَّق وهو مقيم بواسط، فأمر أن تُقْطع يد الذوائبيّ ورجله من خلاف، فقُطع في مجلس الجَسْر بالجانب الغربيّ، ومحمد بن طاهر واقف على دابّته، وكُوِي يوم الإثنين لثلاث خلوْن من جمادى الآخرة.

وفيها قدم صاعد بن مَخْلد من فارس، ودخل واسط في رجب، فأمر الموفّق جميع القواد أن يستقبلوه فاستقبلوه، وترجّلوا له، وقبّلوا كَفّه.

وفيها قبض الموفّق على صاعد بن مَخْلَد بواسط وعلى أسبابه، وانتهب منازلهم يوم الإثنين لتسع خلوْن من رجب، وقبِض على ابنيه أبي عيسى وأبي صالح ببغداد، وعلى أخيه عبدون وأسبابه بسامُرّا، وذلك كله في يوم واحد، وهو اليوم الذي قبض فيه على صاعد، واستكتب الموفّق إسماعيل بن بلبُل، واقتصر به على الكتابة دون غيرها (٢).

ووردت الأخبار فيها أن مصر زُلزلت في جمادى الآخرة زلازل أخربت الدّور والمسجد الجامع، وأنه أحصِيَ في يوم واحد بها ألف جنازة (٣).

وفيها غلا السعر ببغداد؛ وذلك أنّ أهل سامُرّا منعوا - فيما ذُكر - سفن الدقيق من الانحدار إليها، ومنع الطائيّ أربابَ الضَّياع من دياس الطعام وقسمه، يتربَّص


(١) انظر البداية والنهاية (٨/ ٢٤٧).
(٢) انظر البداية والنهاية (٨/ ٢٤٧).
(٣) انظر المنتظم (١٢/ ٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>