للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها: الذراع؛ فأكثرتْ فيها السمّ، فسمَّتْ سائر الشاة، ثمَّ جاءت بها، فلما وضعتْها بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تناول الذِّراع؛ فأخذها فلاكَ منها مُضغة فلم يُسِغها؛ ومعه بِشْر بن البَرَاء بن معرِور؛ وقد أخذ منها كما أخذ رسول الله، فأما بِشْر فأساغها؛ وأما رسول الله فلفظها، ثمَّ قال: إن هذا العظم ليخبِرُني أنَّه مسمُومٌ؛ ثمَّ دعا بها فاعترفت، فقال: ما حملك على ذلك؟ قالت: بلغت من قومي ما لم يَخْفَ عليك، فقلتُ: إن كان نبيًّا فسيُخْبَر؛ وإن كان ملكًا استرحتُ منه؛ فتجاوز عنها النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. ومات بشر بن البَراء من أكلَتِه التي أكل (١). (٣: ١٥).

٢١٦ - حدَّثنا ابنُ حميد؛ قال: حدَّثنا سلمة، عن محمَّد بن إسحاق؛ عن مَرْوان بن عثمان بن أبي سعيد بن المعلَّى، قال: وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه الذي تُوفِّيَ فيه - ودخلتْ عليه أمّ بشر بن البَراء تعوده: يا أمّ بِشْر؛ إنَّ هذا الأوانَ وجدت انقطاع أبْهَرِي من الأكلة التي أكلتُ مع ابنك بخيبر.

قال: وكان المسلمون يروْن أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مات شهيدًا مع ما أكرمه الله به من النبوّة (٢). (٣: ١٥/ ١٦).


(١) هذا من كلام ابن إسحاق وكما عند ابن هشام في السيرة النبوية بلاغًا (٢/ ٢٤٠) ولكن حديث إهداء الشاة المسمومة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصحيح فقد قال البخاري في صحيحه: كتاب المغازي / باب غزوة خيبر / الشاة التي سمت للنبي - صلى الله عليه وسلم - بخيبر رواه عروة عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمَّ أخرج البخاري (ح ٤٢٤٩):
حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني سعيد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: لما فتحت خيبر أُهْدِيت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة فيها سم.
وأخرج البخاري في صحيحه / عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة فيها سم. . . الحديث. وفي آخره: قال: هل جعلتم في هذه الشاة سمًا؟ قالوا: نعم. قال: ما حملكم على ذلك قالوا: أردنا إن كنت كاذبًا أن نستريح وإن كنت نبيًّا لم يضرك. (صحيح البخاري / كتاب الطب / ما يذكر في سم النبي - صلى الله عليه وسلم - ح / ٥٧٧٧).
وللحديث روايات عدة عند أحمد والبيهقيُّ ذكرها الحافظ ابن كثير وعلق على أسانيدها ومتونها فراجعها (البداية والنهاية ٣/ ٤٣٥).
(٢) إسناده ضعيف، وحديث (فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم) أخرجه البخاري معلقًا (باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته / ح ٤٤٢٨) ووصله الحاكم في المستدرك من طريق الإمام أحمد بن حنبل إذ قال الحاكم: =

<<  <  ج: ص:  >  >>