للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٣٨ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزّهريّ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبة بن مسعود، عن ابن عباس، قال: ثم مضي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لسفره؛ واستخلف علي المدينة أبا رُهْم كُلْثوم بن حُصين بن خلَف الغفَاريّ، وخرج لعشر مضين من شهر رمضان، فصام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وصام الناس معه؛ حتى إذا كان بالكَديد ما بين عُسَفان وأمج، أفطر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم مضي حتى نزل مَرَّ الظَّهْران في عشرة آلاف من المسلمين، فسبَّعَتْ سليم؛ وألَّفَتْ مُزَينة وفي كلّ القبائل عدد وإسلام؛ وأوعَبَ مع رسول الله المهاجرون والأنصار، فلم يتخلّف عنه منهم أحد، فلما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرّ الظهران، وقد عُمّيَت الأخبار عن قريش فلا يأتيهم خبرٌ عن رسول الله؛ ولا يدرون ما هو فاعلٌ؛ فخرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب وحَكيم بن حزام، وبُدَيل بن ورْقاء، يتحسسون الأخبار، هل يجدون خبرًا أو يسمعون به (١)! (٣: ٤٩/ ٥٠).


= قال: يا رسول الله لا تعجل عليّ إني كنت امرأً ملصقًا في قريش -يقول: كنت حليفًا- ولم أكن من أنفسها وكاد من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدًا يحمون قرابتي ولم أفعله ارتدادًا عن ديني ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما إنه قد صدقكم. فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال: إنه قد شهد بدرًا وما يدريك لعل الله اطلع علي من شهد بدرًا قال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فأنزل الله السورة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} إلي قوله: {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}.
والحديث أخرجه مسلم (فضائل الصحابة / ح ٢٤٩٤) والترمذي (تفسير سورة الممتحنة / ح ٣٣٠٥) وغيرهما والله تعالى أعلم.
(١) إسناده إلي ابن إسحاق ضعيف ولكن أخرجه ابن هشام (٢/ ٤٠٠) من طريق ابن إسحاق وقد صرح بالتحديث فهو حسن. وأخرج الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٦٤) من حديث ابن عباس قال: ثم مضي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستخلف علي المدينة أبارُهم كلثوم بن الحصين بن عتبة بن خلف الغفاري، وخرج لعشر مضين من رمضان، فصام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصام الناس معه حتى إذا كانوا بالكديد بين عُسْفان وأمج- أفطر ثم مضي حتى نزل مرّ الظهران، في عشرة آلاف من المسلمين.
فقال الهيثمي: في الصحيح طرف منه في الصيام. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>