للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٤١ / أ- حدّثني عبدُ الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدّثني أبي، قال: حدَّثنا أبان العطّار قال: حدَّثنا هشام بن عروة، عن عُروة، أنه كتب إلي عبد الملك بن مروان: أمّا بعد، فإنك كتبت إليّ تسألني عن خالد بن الوليد، هل أغار يوم الفتح؟ وبأمر مَنْ أغار؟ وإنه كان من شأن خالد يوم الفتح أنه كان مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فلما ركب النبيّ بطنَ مَرّ عامِدًا إلي مكة، وقد كانت قريش بعثوا أبا سفيان وحكيم بن حزام يتلقّيان رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وهم حين بعثوهما لا يدرون أين يتوجّه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إليهم أو إلي الطائف! وذاك أيام الفتح؛ واستتبع أبو سفيان وحكيم بن حزام بُدَيلَ بن ورقاء، وأحبّا أن يصحَبهما، ولم يكن غير أبي سفيان وحكيم بن حزام وبُديل؛ وقالوا لهم حين بعثوهم إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا نؤتَيَنَّ من ورائكم، فإنا لا ندري مَنْ يريد محمد! إيّانا يريد، أو هوازن يريد، أو ثقيفًا! وكان بين النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش صلْح يوم الحديبية وعَهْد ومدّة، فكانت بنو بكر في ذلك الصلح مع قريش، فاقتتلتْ طائفة من بني كعب وطائفة من بني بكْر؛ وكان بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش في ذلك الصّلح الذي اصطلحوا عليه: "لا إغلال


= العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس قال: لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرّ الظهران قال العباس: قلت: والله لئن دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة عنوة ... الحديث. وفيه: وإني لأسير إذ سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء فقلت: يا أبا حنظلة فعرف صوتي، فقال: أبو الفضل؟ قلت: نعم، قال: مالك فداك أبي وأمي قلت: هذا رسول الله والناس قال: فما الحيلة قال: فركب خلفي ورجع صاحبه فلما أصبحت غدوت به علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم. قلت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فاجعل له شيئًا قال: (نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه داره فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن).
قال: فتفرق الناس إلي دورهم وإلي المسجد. اهـ.
وأما الطريق الثالث الذي أشار إليه الألباني فهو من حديث أبي هريرة عند أبي داود (٣/ ١٦٣ / ح ٣٠٢٤) (ومسلم كتاب الهجرة والمغازي / باب في فتح مكة ودخولها بالقتال عنوة ومنه عليهم / ح ١١٨٢ / مختصر مسلم للمنذري).
ورواية مسلم أطول من رواية أبي داود، ولفظ مسلم: (وفدت وفود إلي معاوية رضي الله عنه في رمضان ... الحديث وفيه: فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله أبيحت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، ثم قال: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن) ... إلخ) الحديث.
قلنا: ولهذه الرواية شاهد مرسل عند الطبري (كما سيأتي) والبخاري. وقال الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (ح ٤٣٦٢): هذا حديث صحيح أخرجه إسحاق بن راهويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>