وعن سعيد بن يربوع -وكان يسمي الصرم- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم فتح مكة: "أربعة لا أؤمنهم في حل ولا حرم: الحويرث بن نفيل، ومقيس بن صبابة، وهلال بن خطل، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح". فأما الحويرث فقتله علي بن أبي طالب. وأما مقيس بن صبابة فقتله ابن عم له لحاء. وأما هلال بن خطل: فقتله الزبير. وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فاستأمن له عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وكان أخاه من الرضاعة. وقينتين كانتا تغنيان بهجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقتلت إحداهما وأقبلت الأخرى، فأسلمت. وقال الهيثمي: روي أبو داود منه طرفًا، رواه الطبراني ورجاله ثقات. وقد تقدمت أحاديث نحو هذا قبل بورقتين في هذا المعنى (المجمع ٦/ ١٧٣). وأخرج الحاكم في المستدرك من حديث مصعب بن سعد عن سعد قال: لما كان يوم فتح مكة اختبأ عبد الله بن سعد بن أبي سرح عند عثمان بن عفان رضي الله عنه فجاء به حتى أوقفه علي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثًا ثم أقبل علي أصحابه فقال: أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلي هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما في نفسك ألا أومأت إلينا بعينك فقال: إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه (٣/ ٤٥) (عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان عبد الله بن أبي سرح يكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلحق بالكفار فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقتل فاستجار له عثمان رضي الله عنه فأجاره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). وقال الحاكم: صحيح علي شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي (المستدرك مع التلخيص ٣/ ٤٥). وأخرج البزار (ح ١٨٢٢) وأبو يعلى في المسند (ح ٧٥٧) عن سعد يعني -ابن أبي وقاص- قال: لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وقال: "اقتلوهم ولو =