للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٦٩ - قال أبو جعفر: وقد روي عن أبي سعيد الخُدْرِيّ أنّ الذي كلّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الكلام؛ إنما كلّمه به في مالٍ كان عليٌّ - عليه السلام - بعثه من اليمن إلى رسول الله، فقسّمه بين جماعة؛ منهم عُيَينة بن حِصْن، والأقرع، وزيد الخيل؛ فقال حينئذ ما ذُكر عن ذي الخُوَيصرة أنه قاله رجل حضره (١). (٣: ٩٢).

٢٧٠ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن أبي سعيد الخُدرِيّ، قال: لما أعطَى رسولُ الله ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء، وجَدَ هذا الحيّ من الأنصار في أنفسهم، حتى كثُرَتْ منهم القالة؛ حتى قال قائلهم: لقيَ والله رسولُ الله قومَه! فدخل عليه سعد بن عُبادة فقال: يا رسولَ الله؛ إن هذا الحيّ من الأنصار قد وجَدوا عليك في أنفسهم لما صنعتَ في هذا الفيء الذي أصبت؛ قَسَمت في قومك وأعطيمت عطايا عظامًا في قبائل العرب، ولم يكن في هذا الحيّ من الأنصار شيء، قال: فأين أنت من ذلك يا سعد! قال: يا رسول الله ما أنا إلّا من قومي! قال: فاجمَعْ لي قومَك في الحظيرة. قال: فخرج سعدٌ فجمع الأنصار في تلك الحظيرة، قال: فجاءَه رجالٌ من المهاجرين، فتركهم فدخلوا، وجاء آخرون فردّهم، فلما اجتمعوا إليه أتاه سعدٌ فقال: قد اجتمع لك هذا الحيُّ من الأنصار، فأتاهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فحمد


= يصلي فقال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لم أؤمر أن أنقب قلوب الناس ولا أشق بطونهم قال: ثم نظر إليه وهو مقفٍ فقال: إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبًا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وأظنه قال: لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود.
والحديث أخرجه مسلم (كتاب الزكاة / ح ١٠٦٤) والبيهقي في الدلائل (٥/ ١٨٨).
قلنا: وللجمع بين الروايات يمكن القول بأن الرجل اعترض مرتين مرة عند قسمة غنائم حنين كما في حديث عبد الله ومرة عند مجيء تلك الأموال من اليمن. وراجع كلام الحافظ في الفتح (٨/ ٦٩) وكلام الأستاذ العمري من المعاصرين في السيرة النبوية (٢/ ٥١٤ / الحاشية).
(١) ذكر الطبري حديث أبي سعيد (بالمعنى) ودون إسناد والحديث متفق عليه كما ذكرنا (من حديث أبي سعيد) وراجع الرواية السابقة (٣/ ٩٢ / ٢٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>