للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قال: ثم انصرف راجعًا إلى بعيره، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن صدق ذو العقيصتين دخل الجنة) قال: فأتى بعيره فأطلق عقاله، ثم خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به أن قال: بئست اللات والعزى، قالوا: منه يا ضمام اتق البرص والجذام، اتق الجنون.
قال: ويلكم إنهما والله لا يضران ولا ينفعان إن الله عزَّ وجلَّ قد بعث رسولًا وأنزل عليه كتابًا استنقذكم به مما كنتم فيه.
وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، وإني قد جئتكم من عنده بما أمركم به وما نهاكم عنه. قال: فوالله ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلمًا. قال: يقول ابن عباس رضي الله عنهما: فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة".
والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه وأقره الذهبي (٣/ ٥٥) والله تعالى أعلم.
وأخرجه البخاري مختصرًا في صحيحه (كتاب العلم / ح ٦٣) ومسلم (الإيمان / ح ١٢) من حديث أنس بن مالك ولفظ البخاري:
"بينما نحن جلوس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم: أيكم محمد -والنبي - صلى الله عليه وسلم - متكئ بين ظهرانيهم- فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ فقال له الرجل: ابن عبد المطلب. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (قد أجبتك).
فقال الرجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك.
فقال: (سل ما بدا لك) فقال: أسألك بربك ورب من قبلك، آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ قال: (اللهم نعم).
قال: أنشدك بالله: آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: (اللهم نعم).
قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: (اللهم نعم).
قال: أنشدك بالله: آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها في فقرائنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم نعم).
فقال الرجل: آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر".
(صحيح البخاري / كتاب العلم / باب ما جاء في العلم وقوله تعالى {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} / ح ٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>