للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبدًا. قال: لا تعجلْ عليّ لا أبا لك! والله ما هممت بالذي أمرتَني به من مرة إلّا دخلت بيني وبين الرجل حتى ما أرى غيرك، أفأضربك بالسيف! قال عامر بن الطُّفَيل:

بَعَثَ الرسولُ بمَا تَرى فكأنَّما ... عَمْدًا نَشنّ على المَقَانِب غَارَا

وَلقَدْ وَرَدْنَ بنَا المدينَةَ شُزَّبًا ... ولَقد قَتَلْنَ بجَوِّهَا الأنْصَارَا

وخرجوا راجعين إلى بلادهم؛ حتى إذا كانوا ببعض الطريق بعث الله عزّ وجلّ على عامر بن الطُّفيل الطاعون في عنقه فقتله؛ وإنّه في بيت امرأة من بني سَلول؛ فجعل يقول: يا بني عامر؛ أغُدَّةٌ كغُدَّة البَكْر؛ وموت في بيت امرأة من بني سَلول! ثم خرج أصحابه حين واروْه؛ حتى قدموا أرضَ بني عامر؛ فلما قدموا أتاهم قومهم، فقالوا: ما وراءك يا أربد؟ قال: لا شيء؛ والله لقد دعانا إلى عبادة شيء لوددت أنه عندي الآن فأرميه بنَبْلي هذه حتى أقتلَه؛ فخرج بعد مقالته هذه بيوم أو يومَين، معه جملٌ له يتبعه؛ فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقةً فأحرَقتْهما.

وكان أربدُ بن قيس أخا لَبيد بن ربيعة لأمّه (١). (٣: ١٤٤/ ١٤٥).


(١) هذا إسناد مرسل وأصل الخبر في (إعراض عامر بن الطفيل عن الإسلام وتهديده لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم هلاكه) صحيح كما أخرج البخاري في صحيحه / كتاب المغازي / باب غزوة الرجيع (ح / ٤٠٩١):
(عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث خاله أخ - لأم سليم - في سبعين راكبًا وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل خيّر بين ثلاث خصال فقال: يكون لك أهل السهل ولي أهل المدر أو أكون خليفتك أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألفٍ فطعن عامر في بيت أم فلان فقال: غدة كغدة البكر في بيت امرأة من آل فلان ائتوني بفرسي، فمات على ظهر فرسه. إلى آخر الحديث).
وأخرج البيهقي من طريق الزبير بن بكار ثتنى فاطمة بنت عبد العزيز بن مؤلة عن أبيها عن جدها مؤلة بن حميل قال: أتى عامر بن الطفيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا عامر أسلم. فقال: على أن لي الوبر ولك المدر، قال: لا. ثم قال: أسلم فقال: أسلم على أن لي الوبر ولك المدر قال لا، فولّى وهو يقول: والله يا محمد لأملأنها عليك خيلًا جردًا ورجالًا مردًا ولأربطن بكل نخلة فرسًا فقال: اللهم اكفني عامرًا واهد قومه، فخرج حتى إذا كان بظهر المدينة صادف امرأة فوجه وأخذ رمحه وأقبل يجري وهو يقول غدة كغدة البكر وموت في بيت سلولية فلم تزل تلك حاله حتى سقط عن فرسه ميتًا. (دلائل النبوة ٥/ ٣١٢).
قلنا: وليس في رواية البخاري ولا البيهقي ذكر لأربد ومصرعه والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>