وثوْبان -مولى رسول الله، فأعتقه، ولم يزل معه حتى قُبض، ثم نزل حِمْص وله بها دار وقْف؛ ذكر أنه توفي سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية وقال بعضُهم: بل كان سكن الرّمْلة، ولا عقب له.
وشُقْرَان - وكان من الحبشة، اسمه صالح بن عديّ؛ اختلف في أمرِه. قد ذكر عن عبد الله بن داود الخُرَيبيّ أنه قال: شُقْران ورثه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن أبيه. وقال بعضهم: شُقْران من الفرس، ونسبه فقال: هو صالح بن حول بن مهر بوذ.
نسب شُقران مولَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قول مَنْ نسبه إلى عجم الفرس. زعم أنه صالح بن حول بن مهربوذ بن آذر جُشْنَس بن مهربان بن فيران بن رستَم بن فيروز بن ماي بن بهرام بن رشتهري، وزعم أنهم كانوا من دَهاقين الرّيّ.
وذكر عن مصعب الزبيريّ أنه قال: كان شُقران لعبد الرحمن بن عوف. فوهبه للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأنه أعقب؛ وأن آخرهم موتًا رجلٌ كان بالمدينة من ولده، كان له بالبصرة بقيّة.
ورُوَيفع - وهو أبو رافع مولَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اسمه أسلم. وقال بعضهم: اسمه إبراهيم. واختلفوا في أمره؛ فقال بعضُهم: كان للعباس بن عبد المطلب، فوهبه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأعتقه رسول الله. وقال بعضهم: كان أبو رافع لأبي أحَيحة سعيد بن العاص الأكبر فورثه بنوه، فأعتق ثلاثةٌ منهم أنصباءهم منه، وقُتِلوا يوم بدر جميعًا؛ وشهد أبو رافع معهم بدرًا، ووهب خالد بن سعيد نصيبَه منه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعتقه رسولُ الله.
وابنه البهيّ - اسمه رافع. وأخو البهيّ عُبيدة الله بن أبي رافع - وكان يكتُب لعليّ بن أبي طالب، فلما وَلِيَ عمرو بن سعيد المدينةَ دعا البهيّ، فقال: مَنْ مولاك؟ فقال: رسولُ الله، فضربه مئةَ سوط، وقال: مولى مَنْ أنت! قال: مولى رسول الله، فضربه مئة سوط؛ فلم يزل يفعل به ذلك كلّما سأله: مولى من أنت؟ قال: مولى رسول الله؛ حتى ضربه خمسمئة سوط، ثم قال: مَوْلَى مَنْ أنت؟ قال: مولاكم، فلمّا قتل عبدُ الملك عمرَو بن سعيد قال البهيّ بن أبي رافع: