وسنذكر هنا بعض الروايات الصحيحة الواردة في الباب تأييدًا لما ذكره الطبري: فقد أخرج البخاري في صحيحه كتاب مناقب الأنصار باب مناقب زيد بن ثابت ح (٣٨١٠) من حديث قتادة عن أنس رضي الله عنه: (جمع القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة كلهم من الأنصار: أبي ومعاذ بن جبل وأبو زيد وزيد بن ثابت. قلت لأنس: من أبو زيد قال: أحد عمومتي). وأخرج البخاري في صحيحه كتاب الأحكام باب ترجمة الحكام وهل يجوز ترجمان واحد (ح ٧١٩٥)، وأبو داود في سننه كتاب العلم باب رواية حديث أهل الكتاب عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتعلمت له كتاب يهود وقال: إني والله ما آمن يهود على كتابي فتعلمته فلم يمر بي إلا نصف شهر حتى حذقته فكنت أكتب له إذا كتب وأقرأ له إذا كتب إليه. واللفظ لأبي داود. علمًا بأن البخاري ذكره معلقًا ووصله الترمذي وقال: حسن صحيح (كتاب الاستئذان والآداب ح ٢٧٢٤). وأخرج أبو داود في سننه (كتاب الحدود ح ٤٣٥٨) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله فأزلّه الشيطان فلحق بالكفار فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقتل يوم الفتح فاستجار له عثمان بن عفان فأجاره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحسّن المحدث الألباني (رحمه الله) إسناده والحديث أخرجه النسائي (ح ٤٠٨٠). وممن لم يذكر الطبري اسمه من الكتاب (أبو بكر الصديق رضي الله عنه) فقد قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: والدليل على كتابته ما ذكره موسى بن عقبة عن الزهري عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم عن أبيه عن سراقة بن مالك في حديثه حين اتبع رسول الله حين خرج هو وأبو بكر من الغار =