للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٣٩ - حدَّثنا ابنُ حُميد قال: حدَّثنا سَلَمة، عن ابن إسحاق، عن الزّهريّ، عن أيوب بن بشير، أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خرجَ عاصبًا رأسه؛ حتى جلس على المنبر؛ ثم كان أوّل ما تكلّم به أنْ صلّى على أصحاب أحُد، واستغفر لهم؛ وأكثر الصلاة عليهم، ثم قال: إنّ عبدًا من عباد الله خيّره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله. قال: ففهمها أبو بكر، وعلم أنّ نفسه يُريد، فبكى، وقال: بل نفديك بأنفسنا وأبنائنا، فقال: على رسْلك يا أبا بكر! انظروا هذه الأبواب الشوارع اللافظة في المسجد فسُدُّوها؛ إلَّا ما كان من بيت أبي بكر؛ فإنّي لا أعلم أحدًا كان أفضل عندي في الصحبة يدًا منه (١). (٣: ١٩٠/ ١٩١).

٣٤٠ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن بعض آل أبي سعيد بن المُعَلّى، أن رسولَ الله قال


= وأخرج البخاري في صحيحه (كتاب المغازي ح / ٤٤٤٢) قال: حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: لما ثقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واشتد به وجعه استأذن أزواجه أن يمرّض في بيتي فأذن له فخرج وهو بين الرجُلين تخط رجلاه في الأرض بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر. قال عبيد الله فأخبرت عبد الله بالذي قالت عائشة فقال لي عبد الله بن عباس: هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة قال، قلت: لا. قال ابن عباس: هو علي. وكانت عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما دخل بيتي واشتد به وجعه قال: هريقوا عليّ من سبع قرب لم تحلل لعلي أعهد إلى الناس فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب حتى طفق يشير إلينا بيده أن قد فعلتنّ. قالت: ثم خرج إلى الناس فصلّى لهم وخطبهم.
(١) هذا إسناد ضعيف وله شواهد. فقد أخرج البخاري في صحبحه كتاب الصلاة (باب الخوخة والممر في المسجد ح ٤٦٦) عن أبي سعيد الخدري قال:
"خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (إن الله خيّر عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله) فبكى أبو بكر رضي الله عنه، فقلت في نفسي: ما يبكي هذا الشيخ إن يكن الله خير عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله؟ فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا. قال: يا أبا بكر لا تبك، إن من أَمَنَّ الناس عليَّ في ماله وصحبته أبا بكر، ولو كنت متخذًا خليلًا من أمتي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر".
والحديث أخرجه مسلم (باب فضائل أبي بكر الصديق ح ٢٣٨٢) وأخرجه الطبري، أي حديث أبي سعيد هذا كما سيأتي بعد روايتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>