للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجع من اليمامة، فقدم المدينة، ثم سار إلى العراق من المدينة على طريق الكُوفة؛ حتى انتهى إلى الحِيرة. (٣: ٣٤٣).

٣٣ - حدَّثنا ابن حُميد، قال: حدّثَنا سلَمة عن ابن إسحاق، عن صالح بن كيسان: أنّ أبا بكر رحمه الله كتَبَ إلى خالد بن الوليد يأمُره أن يسير إلى العراق، فمضى خالدٌ يريد العراق، حتى نزل بقُرَيّات من السّواد، يقال لها: بانِقيا وبارُوسْما وألَّيس؛ فصالحه أهلُها، وكان الذي صالحه عليها ابن صَلوبا، وذلك في سنة اثنتي عشرة، فقبل منهم خالد الجِزْية وكتب لهم كتابًا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من خالد بن الوليد لابن صلوبا السَّواديّ - ومنزله بشاطئ الفُرات - إنَّك آمن بأمان الله - إذْ حَقن دمه بإعطاء الجزية - وقد أعطيتَ عن نفسك وعن أهل خَرْجك وجزيرتك ومَنْ كان في قريتيك - بانقيا وباروسما - ألف درهم، فقبلتُها منك، ورضيَ مَن معي من المسلمين بها منك، ولك ذمَّة الله وذمَّة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، وذمَّة المسلمين على ذلك. وشهد هشام بن الوليد.

ثم أقبل خالد بن الوليد بمن معه حتى نزل الحيرة، فخرج إليه أشرافُهم مع قَبيصة بن إياس بن حيَّة الطائيّ - وكان أمَّره عليها كسرى بعد النعمان بن المنذر - فقال له خالد ولأصحابه: أدعُوكم إلى الله وإلى الإسلام، فإن أجبتم إليه فأنتمْ من المسلمين، لكم ما لهم وعليكم ما عليهم؛ فإن أبيتم فالجزية، فإن أبيتم الجِزية فقد أتيتُكم بأقوام هم أحرصُ علَى الموت منكم على الحياة، جاهدناكم حتى يحكم الله بيننا وبينكم.

فقال له قَبيصة بن إياس: ما لنا بحرْبك من حاجة، بل نقيم على دِيننا، ونعطيك الجِزْية. فصالحهم على تسعين ألف درهم، فكانت أوّل جزية وقعت بالعراق، هي القُرَيّات الَّتي صالح عليها ابن صلوبا (١). (٣: ٣٤٣/ ٣٤٤).

٣٤ - قال أبو جعفر: وأمَّا هشام بن الكلبيّ؛ فإنه قال: لمَّا كتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو باليمامة أن يسير إلى الشام؛ أمره أن يبدأ بالعراق فيمرّ بها؛ فأقبل خالد منها يسير حتى نزل النِّباج.

قال هشام: قال أبو مخنف: فحدّثني أبو الخطَّاب حَمزة بن عليّ، عن رجل


(١) إسناده ضعيف ولكن له ما يؤيده من الشواهد كما سنذكر بعد روايتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>