وكثرة رحلاته، وجمعه بين العلوم المختلفة التي كان لها الأثر الكبير في تاريخه كعلم التفسير والحديث واللغة والفقه.
٢ - أقدم مصدر كامل للتاريخ العربي وفي اللغة العربية منذ أوائل الزمان إلى أول القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي، ولذلك أصبح الأساس لتاريخ العرب، والمصدر الأصيل لمن جاء بعده، كالمَسْعودي، وابن مِسْكَوَيه، وابن الأثير، وابن خَلْدون، وابن كثير، وكُتَّاب السِّيرة، ولا يزال كتاب الطبري قِبلة الأنظار حتى اليوم.
٣ - جمع الطبري في تاريخه كثيرًا مَن أخبار العرب في الجاهلية، وحفظها من الضياع، كما أرَّخ للقرون الثلاثة الأولى بعد الإسلام، ودوَّن بعض الروايات التي سمعها شخصيًا، فكان عمله تسجيلًا أمينًا للأجيال اللاحقة.
٤ - ذكر الطبري في كتابه تاريخ الفرس، وأبدع في ذكر كثير من الحقائق التي لا توجد عند غيره، فأصبح كتاب الطبري مرجعًا أيضًا في تاريخ الفرس أيام بني سَاسَان ومعرفة صلة العرب بهم، ولذلك أسرع العلماء إلى ترجمته إلى اللغة الفارسية كما سنرى.
٥ - كان الطبري دقيقًا جدًّا في تاريخ الرومان، وذكر أسماء الأباطرة إلى نهاية عصر هِرَقل سنة ٦٤١ م / ٢١ هـ، وهو تاريخ فتح العرب لمصر، واعتمد الطبري في ذلك على نصارى الشام والوثائق التي كانوا يحفظونها، وأدَّوْها إلى الطبري بأمانة، وسجلها بدقة تدعو إلى العجب، وليكون مصدرًا أيضًا لتاريخ الرومان.
٦ - يعتبر كتاب الطبري المنبع الصافي والأصيل للمؤرخين بعده الذين استقَوْا منه الأخبار والمادة التاريخية، وتفنَّنوا في عرضها، كابن مِسْكَوَيه (٤٢١ هـ) وابن الأَثير (٦٣٠ هـ) وأبي الفِداء (٧٣٢ هـ) وابن كثير (٧٧٤ هـ) وابن خَلْدون (٨٠٨ هـ).
٧ - إن تاريخ الطبري حافل بالنصوص الأدبية التي ذكرها في تراجم أصحابها، سواء كانت شعرًا أم خطبًا أم رسائل أم محاورات، ولا توجد في كتاب آخر، ولولا تدوين الطبري لها لفُقد من تراثنا ذخائر قيِّمة يُعتمد عليها في الدراسات الأدبية واللغوية.