وأخرج مسلم في صحيحه (٤/ ٢٢٧٨ / ح ٢٩٦٧) ثنا شيبان بن فروخ ثنا سلمان بن المغيرة ثنا حميد بن هلال عن خالد بن عمير العدوي قال: خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولّت حذّاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابّها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا بخير ما حضرتم، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقي من شفة جهنم فيهوي فيها سبعين عامًا لا يدرك لها مقرًا ووالله لتملأن جهنم، ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مالنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها فما أصبح اليوم منا أحد إلّا أصبح أميرًا على مصر من الأمصار، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيمًا وعند الله صغيرًا - وإنها لم تكن نبوة قط إلّا تناسخت حتى يكون عاقبتها ملكًا فستعبرون وتجربون الأمراء بعدنا) اهـ. وأخرج مسلم رواية أخرى بعد هذه الرواية مباشرة من طريق إسحاق بن عمر بن سليط ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن خالد بن عمير وقد أدرك الجاهلية: قال: خطبنا عتبة بن غزوان وكان أميرًا على البصرة فذكر نحو حديث شيبان.