٢ - والحديث السابق أخرجه كذلك أبو يوسف كما أشرنا آنفًا قال: وحدثني حصين عن أبي وائل وفيه: فطلبناهم فانهزموا حتى انتهوا إلى المدائن فنزلوا كوثى، وبها مسلحة للمشركين بدير المسالح فأتهم خيلنا فقاتلتهم، فانهزمت مسلحة للمشركين، حتى لحقوا بالمدائن وسرنا حتى نزلنا على شاطئ دجلة فعبرت طائفة منا من علو الوادي أو من أسفل المدائن فحصرناهم حتى ما وجدوا طعامًا إلَّا كلابهم وسنانيرهم فتحملوا في ليلة حتى أتوا جلولاء فسار إليهم سعد بالناس وفي مقدمتهم هاشم بن عتبة، قال: فهي الوقعة التي كانت، فأهلكهم الله وانطلق يهزمهم إلى نهاوند ... إلخ (الخراج / ٣٠) وإسناده حسن كما ذكرنا. ٣ - وأخرج البلاذري قال: حدثني عفان بن مسلم - قال أخبرنا هيثم قال أخبرنا حصين قال أخبرنا أبو وائل قال: لما انهزم الأعاجم من القادسية؛ اتبعناهم فاجتمعوا بكوثى، فاتبعناهم ثم انتهينا إلى دجلة، فقال المسلمون: ما تنتظرون بهذه المنطقة أن نخوضها، فخضناها فهزمناهم (فتوح البلدان / ٣٧٥). وإسناده صحيح. ٤ - وأخرج خليفة بن خياط: وحدثني علي بن محمد عن أبي الذيال عن حميد بن هلال: أن أول من عبر هلال بن علّفة، ويقال: أول من عبر هلال بن علقمة، ويقال: أول من عبر رجل من عبد القيس (تأريخ خليفة / ١٣٤). ٥ - وأخرج البلاذري من طريق محمد بن سعد عن الواقدي (وهو متروك) عن ابن أبي سبرة، عن ابن غيلان عن أبان بن صالح قال: لما انهزمت الفرس في القادسية قدم فلّهم المدائن فانتهى المسلمون إلى دجلة وهي تطفح بماء لم يُر مثله قط، وإذا الفرس قد رفعوا السفن والمعابر إلى الجيزة الشرقية وحرقوا الجسر فاغتم سعد والمسلمون إذ لم يجدوا إلى العبور سبيلًا، فانتدب رجل من المسلمين فسبح بفرسه وعبر فسبح المسلمون ثم أمروا أصحاب السفن فعبّروا الأثقال، فقال الفرس: والله ما تقاتلون إلَّا جنًّا فانهزموا - وهذا إسناد ضعيف لأنه من طريق الواقدي وهو متروك إلَّا أن لمتنه ما يشهد له من الروايات السابقة وغيرها والله أعلم (فتوح البلدان / ٣٦٧). وأخرج خليفة بن خياط أبو الحسن عن حباب بن موسى عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال: عبر سعد في أربعمئة فكانوا يتحدثون على ظهورها كما يتحدثون على الأرض. وفي إسناده انقطاع. قال ابن كثير بعد ذكر وقعة المدائن: وقد توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنه (أي من سعد) راضٍ =