قلنا: وداود بن كردوس لم يوثقه سوى ابن حبان والله أعلم. ٤ - وأخرج البلاذري قال: فحدئني الحسين بن الأسود قال: حدثني يحيى بن آدم عن المبارك عن يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري قال: ليس في مواشي أهل الكتاب صدقة إلَّا نصارى تغلب، أو قال: نصارى العرب (فتوح البلدان / ٢٥١). وهذا إسناد مرسل ولكن يقويه ما أخرج البلاذري في فتوحه وغيره عن غير الزهري، والله أعلم. وذكر البلاذري في أنساب الأشراف (القسم الخامس / ٥٩٥/ ٧٤٧) في ترجمة عياض بن غنم: أسلم قبل الفتح، وشهد الحديبية مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وولَّاه عمر الجزيرة، وكان أبو عبيدة استخلفه اهـ. ٥ - وقال الحافظ في الإصابة: أخرج ابن مندة من طريق الزهري عن عروة عن عياض بن غنم: أنه رأى نبطًا يشمَّسون في الجزية فقال لعاملهم: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا. وقد قيل في هذا عن عروة عن هشام بن حكيم. ثم قال الحافظ: أورده ابن مندة في ترجمة عياض بن غنم الفهري، أو الأشعري، وعروة لم يدرك الفهري، لكن قد أخرج ابن مندة من طريق عائذ عن جبير بن نفير: أن عياض بن غنم وقع على صاحب داريا حين فتحت فأغلظ له هشام بن حكيم ... فذكر القصة وفيها: فقال عياض لهشام: ألم تسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول (من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يقل له علانية) - ثم قال الحافظ: وأخرجه الحاكم في المستدرك من هذا الوجه، ووقع عنده عياض بن غنم الأشعري، وأظن الأشعري وهمًا والله أعلم. (الإصابة في تمييز الصحابة / ٤/ ٦٣١ / ت ٦١٥٦). قلنا: وحديث ابن مندة أخرجه لمسلم في صحيحه (٤/ ٢٠١٨) وأحمد في مسنده (٣/ ٤٠٤) والبيهقي في الكبرى (٩/ ٢٠٥). قلنا: وعند البيهقي (٩/ ٢٠٥) باب النهي عن التشديد في جباية الجزية من طريق الزهري عن عروة: أن هشام بن حكيم رضي الله عنه وجد رجلًا وهو على حمص يشمس ناسًا من القبط ... إلخ. وفي صحيح مسلم (ناسًا من النبط). وقد ذكر خليفة بن خياط فتح الجزيرة في أحداث سنة (١٨ هـ). ولقد ذكر ابن كثير فتح الجزيرة ضمن سنة (١٧ هـ) وأما شيخه الذهبي فقد ذكر فتح الجزيرة ضمن أحداث سنة (١٨ هـ) فقال: وفي أوائلها وجّه أبو عبيدة بن الجراح عياض بن غنم الفهري إلى الجزيرة فوافق أبا موسى قد قدم من البصرة فمضيا فافتتحا حرّان ونصيبين وطائفة من الجزيرة عنوة، وقيل: صلحًا (تأريخ الإسلام - عهد الخلفاء الراشدين / ١٨٦).