للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= العرب قبل الإسلام: (إنما غلبتمونا في الجاهلية باجتماعكم وتفرقنا) وليس الأمر كذلك ولم يثبت قول عمر هذا برواية صحيحة وكيف يعرف الهرمزان وهو فارسي بسبب انتصار المسلمين؟ ! ويرجع ذلك النصر إلى معونة الله وتأييده للمسلمين وينكره عمر، لا شك أن هذا التقول على سيدنا عمر من قبل الراوي شعيب (راوية سيف) وهو معروف بتحامله على الصحابة كما مضى - والحمد لله على نعمة الإسناد - وذكر الطبري قبل هذه الروايات بقليل رواية أخرى ونعني (٤/ ٧٧ / ٥١٥) أي: أنه ذكر فتح تستر مرتين، وسنتطرق إلى ذلك في نهاية الشواهد.
١ - أخرج ابن أبي شيبة (١٣ / ح ١٥٦٦١): حدثنا مروان بن معاوية عن حميد عن أنس قال: حاصرنا تستر، فنزل الهرمزان على حكم عمر، فبعث به أبو موسى معي، فلما قدمنا على عمر سكت الهرمزان ولم يتكلم، فقال له عمر: تكلم، فقال: أكلام حي أم كلام ميت؟ قال: تكلم فلا بأس! قال: إنا وإياكم معشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم فإنا كنا نقتلكم ونقصيكم، ولما أن كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان، فقال عمر: ما تقول يا أنس؟ ! قلت: يا أمير المؤمنين! تركت خلفي شوكة شديدة وعددٌ كثيرٌ، إن قتلته أيس القوم من الحياة، وكان أشد لشوكتهم، وإن استحييته طمع القوم، قال: يا أنس! أستحيي قاتل البراء بن مالك، ومجزأة بن ثور؟ ! فلما خشيت أن يبسط عليه قلت: ليس إلى قتله سبيل. فقال عمر: لم؟ أعطاك؟ أصبت منه؟ قلت: ما فعلت، ولكنك قلت له؟ (تكلم فلا بأس) قال: لتجيئن بمن يشهد أو لأبدأن بعقوبتك (قال) فخرجت من عنده فإذا أنا بالزبير قد حفظ ما حفظت، فشهد عنده، فتركه وأسلم الهرمزان، وفرض له - وإسناده صحيح.
٢ - وأخرج الحافظ ابن أبي شيبة في مصنفه (١٣ / ح ١٥٦٦٠) حدثنا قراد أبو نوح قال: حدثنا عثمان بن معاوية القرشي عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: لما نزل أبو موسى بالناس على الهرمزان ومن معه بتستر قال: أقاموا سنة أو نحوها لا يخلصون إليه، قال: وقد كان الهرمزان قتل رجلًا من دهاقنتهم وعظمائهم، فانطلق أخوه حتى أتى أبا موسى فقال: ما يجعل لي إن دللتك على المدخل، قال: سلني ما شئت قال: أسألك أن تحقن دمي ودماء أهل بيتي وتخلي بيننا وبين ما في أيدينا من أموالنا ومساكننا، قال: فذاك لك، قال: ابغني إنسانًا سابحًا ذا عقل ولب يأتيك بأمر بين، قال: فأرسل أبو موسى إلى مجزأة بن ثور السدوسي فقال له: ابغني رجلًا من قومك سابحًا ذا عقل ولب، وليس بذاك في خطره، فإن أصيب كان مصابه على المسلمين يسيرًا، وإن سلم جاءنا بسلب، فإني لا أدري ما جاء به هذا الدهقان ولا آمن له ولا أثق به، قال: فقال مجزأة: قد وجدت، قال: من هو؟ فائتِ به، قال: أنا هو، قال أبو موسى: يرحمك الله ما هذا أردت، فابغني رجلًا، قال: فقال مجزأة بن ثور: والله لا أعمد إلى عجوز من بكر بن وائل تداين أم مجزأة بابنها، قال: أما إذا أبيت فسر، فلبس الثوب الأبيض وأخذ منديلًا وأخذ معه خبزًا، ثم انطلق إلى الدهقان حتى =

<<  <  ج: ص:  >  >>