للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= إلى شعبه ويرمّ من سلاحه، فإذا هززت الثالثة فاحملوا، ولا يلوين أحد على أحد، وإن قتل النعمان فلا يلوين عليه أحد، وإني داعي الله بدعوة فأقسمت على كل امرئ مسلم لما أمّن عليها، فقال: اللهم ارزق النعمان اليوم الشهادة في نصر وفتح عليهم. قال: فأمن القوم، وهز لواءه ثلاث هزات ثم قال: سل درعه ثم حمل وحمل الناس، قال وكان أول صريع قال فأتيت عليه فذكرت عزمته فلم ألو عليه وأعلمت علمًا حتى أعرف مكانه، قال: فجعلنا إذا قتلنا الرجل شغل عنا أصحابه قال: ووقع ذو الجناحين عن بغلة له شهباء فانشق بطنه، ففتح الله على المسلمين، فأتيت مكان النعمان وبه رمق فأتيته بأداوة فغسلت عنه وجهه فقال: من هذا؟ فقلت معقل بن يسار، قال: ما فعل الناس؟ قلت: فتح الله عليهم، قال: لله الحمد، اكتبوا ذلك إلى عمر، وفاضت نفسه، واجتمع الناس إلى الأشعث بن قيس قال: فأرسلوا إلى أم ولده: هل عهد إليك النعمان عهدًا، أم عندك كتاب؟ قال: سفط فيه كتاب، فأخرجوه فإذا فيه: إن قتل النعمان ففلان، وإن قتل فلان ففلان، قال حماد: قال علي بن زيد فحدثنا أبو عثمان قال: ذهبت بالبشارة إلى عمر فقال: ما فعل النعمان؟ قلت: قتل. قال: ما فعل فلان؟ قلت: قتل، قال: ما فعل فلان؟ قلت: قتل. فاسترجع، قلت: وآخرون لا نعلمهم، قال: لا نعلمهم لكن الله يعلمهم وإسناده حسن وإن كان فيه حماد بن سلمة وفيه مقال إلّا أن روايته هذه ليست في الأصول ولها ما يشهد لها عند البخاري وغيره كما سنذكر إن شاء الله تعالى.
والرواية هذه ذكرها الهيثمي في المجمع وقال: أخرجه الطبراني [مجمع الزوائد ٦/ ٢١٥] وكذلك أخرجه خليفة بن خياط مختصرًا عن رواية ابن شيبة والطبراني من طريق موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا أبو عمران الجوني عن علقمة بن عبد الله المزني عن معقل بن يسار أن عمر شاور الهرمزان في أصبهان وفارس وأذربيجان .... الخبر (تأريخ خليفة ١٤٨ - ١٤٩) والبلاذري في (فتوح البلدان / ٤٢٥) عن معقل بن يسار.
٢ - وأخرج البخاري في صحيحه عن جبير بن حية قال: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين، فأسلم الهرمزان فقال: إني مستشيرك في مغازيّ هذه، قال؛ نعم مثلها ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين مثل طائر له رأس وله جناحان وله رجلان، فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان بجناح والرأس، فإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس. وإن شدخ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان والرأس. فالرأس كسرى والجناح قيصر والجناح الآخر فارس. فمر المسلمين فلينفروا إلى كسرى. وقال بكر وزياد جميعا عن جبير بن حية قال: فندبنا عمر واستعمل علينا النعمان بن مقرن حتى إذا كنا بأرض العدوّ، وخرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفًا، فقام ترجمان فقال: ليكلمني رجل منكم. فقال المغيرة: سل عما شئت. قال: ما أنتم؟ قال: نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد وبلاء شديد. نمص الجلد والنوى من الجوع. =

<<  <  ج: ص:  >  >>