٣ - وأخرج البلاذري في فتوح البلدان (٤٢٧) وخليفة بن خياط في (تأريخه / ١٤٧) أما البلاذري فقال: وحدثنا القاسم بن سلّام قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن النهاس بن قهم عن القاسم بن عوف عن أبيه عن السائب بن الأقرع أو عن عمر بن السائب عن أبيه شك الأنصاري. وأما خليفة فقد قال: حدثنا الأنصاري قال: نا النهاس بن قهم بن عوف عن أبيه عن رجل عن السائب بن الأقرع قال: ثم ذكر الخبر وأوله: زحف إلى المسلمين زحف لم يُرَ مثله، فذكر حديث عمر فيما همّ به من الغزو بنفسه وتوليته النعمان ابن مقرن، وأنه بعث إليه بكتابه مع السائب وولّى السائب الغنائم، وقال: لا ترفعن باطلًا ولا تحبسن حقًّا ثم ذكر الواقعة، قال: فكان النعمان أول مقتول يوم نهاوند، ثم أخذ حذيفة الراية، ففتح الله عليهم، قال السائب: فجمعت تلك الغنائم ثم قسمتها، ثم أتاني ذو العوينتين، فقال: إن كنز النخير خان في القلعة، قال فصعدتها فإذا أنا بسفطين فيهما جوهر لم أر مثله قط، قال: فأقبلت إلى عمر وقد راث عنه الخبر وهو يتطوف المدينة ويسأل، فلما رآني قال: ويلك ما وراءك فحدثته بحديث الوقعة ومقتل النعمان وذكرت له شأن السفطين، فقال: اذهب بهما فبعهما ثم اقسم ثمنهما بين المسلمين فأقبلت بهما إلى الكوفة فأتاني شاب من قريش يقال له: عمرو بن حريث فاشتراهما بأعطية الذرية والمقاتلة، ثم انطلق بأحدهما إلى الحيرة فباعه بما اشتراهما به مني وفضل الآخر فكان ذلك أول لهوة مال أتخذه. واللفظ للبلاذري وفي رواية خليفة بعض الاختلاف في ذكر التفاصيل وفيها: زحف لهم أهل ماه وأهل أصبهان وأهل همذان وأهل الري وأهل قومس وأهل أذربيجان وأهل نهاوند فبلغ عمر الخبر فشاور المسلمين فاختلفوا، ثم قال علي: يا أمير المؤمنين! ابعث إلى أهل الكوفة فليسر ثلثاهم وتدع ثلثهم في حفظ ذراريهم وتبعث إلى أهل البصرة. فقال: أشيروا عليّ من أستعمل عليهم؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين أنت أفضلنا رأيًا وأعلمنا بأهلك. فقال: لأستعملن عليهم رجلًا يكون لأول أسنة يلقاها ... وفي آخر الرواية: ثم التقوا يوم الجمعة فأقبل النعمان بن مقرن على يزيد بن أحوى قريب من الأرض يقف على أهل كل راية فيخطبهم ويحضهم ويقول: إن هؤلاء القوم قد أخطروا لكم خطرًا وأخطرتم لهم خطرًا عظيمًا، أخطروا لكم جواليق ورثة وأخطرتم لهم الإسلام وذراريكم فلا أعرفن رجلًا وكل قرنه إلى غيره؛ فإن ذلك لؤم ولكن شغل كل رجل منكم قرنه، إني هاز الراية فليومَّ كل رجلٍ =