ولم أجد رواية صحيحة تؤيد ما ذكر سيف من تفاصيل المعركة ولكننا وجدنا روايات عدة في فتح أصبهان وفي بعضها ضعف ولكنها أقل الروايات ضعفًا في هذا الباب أي أصحها والله أعلم. ١ - أخرج الحافظ أبو نعيم: حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عفان بن مسلم ثنا أبو عوانة عن داود الأودي عن حميد بن عبد الرحمن قال: فتحت أصبهان في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (أخبار أصبهان / ١/ ٢٠) ورجاله ثقات. وهذا القول في فتح أصبهان يتفق مع قول البلاذري (وكان فتح أصبهان في سنة ٢٣ أو ٢٤ هـ) (فتوح البلدان / ٤٣٨). ٢ - أخرج البلاذري: حدثني محمد بن سعد مولى بني هاشم قال حدثنا موسى بن إسماعيل عن سليمان بن مسلم عن خاله بشير بن أبي أمية أن الأشعري غزا بأصبهان فعرض عليهم الإسلام فعرض عليهم الجزية فصالحوه عليها، فباتوا على صلح، ثم أصبحوا على غدرٍ فقاتلهم وأظهره الله عليهم، قال محمد بن سعد أحسبه عن أهل قم (فنوح البلدان / ٤٣٧). ٣ - وأخرج خليفة بن خياط، قال: حدثني عثمان القرشي عن عباد بن راشد عن الحسن قال: افتتح أبو موسى أصبهان (تأريخ خليفة / ١٦١) وعباد بن راشد صدوق يخطئ كثيرًا، وعثمان القرشي (شيخ خليفة) إن كان هو أبو عبد الرحمن بن حصين فهو صدوق وخليفة يقول أحيانًا: حدثني أبو عبد الرحمن القرشي والله أعلم. ولقد ناقش الأستاذ عبد الغفور البلوشي محقق (طبقات المحدثين بأصبهان) في صفحتين مسألة فتح أصبهان واختلاف المؤرخين في ذكر أسماء قادة الجيش الفاتح، وخلص إلى القول بأن الذين شاركوا في فتح أصبهان هم عبد الله بن ورقاء الرياحي وعبد الله بن الحارث بن ورقاء الأسدي. فتبين أن الذي اشترك في فتح أصبهان عبد الله بن ورقاء الرياحي وعبد الله بن الحارث بن ورقاء الأسدي كما ذكر الطبري وأبو نعيم (١/ ٢٤، ٦٣) وابن الأثير في الكامل (٣/ ٨ و ٩) حيث قال: وبعث عمر إلى أصبهان عبد الله بن عبد الله وكان شجاعًا وأمده بأبي موسى وجعل على مجنبته عبد الله بن ورقاء الرياحي وعصمة بن عبد الله وسار عبد الله فيمن كان معه ومن تبعه من جند النعمان بنهاوند نحو أصبهان، فالتقى المسلمون ومقدمة المشركين برستاق لأصبهان فاقتتلوا قتالًا شديدًا ودعا الشيخ إلى البراز فبرز له عبد الله بن ورقاء الرياحي فقتله، وانهزم أهل أصبهان، ثم سار عبد الله بن ورقاء الرياحي إلى جيّ فحاصرهم وقاتلها ... إلخ (طبقات المحدثين بأصبهان ١/ ٢٦٠ / ٢٦١) الحاشية. =