للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠٧ / أ- وفي هذه السنة أمر عمر جيوشَ العراق بطلب جيوش فارس حيث كانت، وأمر بعض مَن كان بالبَصْرة من جنود المسلمين وحواليها بالمسير إلى أرض فارس وكَرْمان وأصبهان، وبعض مَنْ كان منهم بناحية الكوفة وماهاتها إلى أصبهان وأذربيجان والرّيّ، وكان بعضهم يقول: إنما كان ذلك من فعل عمر في سنة ثماني عشرة. وهو قول سيف بن عمر. (٤: ١٣٧).

٢٠٨ - حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم وعمرو بن عليّ، قالا: حدَّثنا عبد الرحمن بن مهديّ، قال: حدَّثنا حماد بن سلَمة، عن أبي عمران الجَوْنيّ، عن علقمة بن عبد الله المزني، عن معقل بن يَسار؛ أنّ عُمر بن الخطاب شاور الهُرْمزان، فقال: ما ترى؟ أبدأ بفارس، أم بأذْرَبيجان، أم بأصبهان؟ فقال: إنّ فارس وأذْرَبيجان الجناحان، وأصبهان الرّأس. فإن قطعت أحدَ الجناحين قام الجناح الآخر؛ فإن قطعت الرأس وقع الجناحان؛ فابدأ بالرأس. فدخل عمر المسجد والنعمان بن مقرّن يصلّي؛ فقعد إلى جنبه، فلمّا قضى صلاتَه، قال:


= قلنا: وكذلك أخرج الحافظ أبو نعيم بسنده المتصل إلى عبد الرحمن بن عمر رُسته أنه سأل عبد الرحمن بن مهدي عن أصبهان فقال: عنوة. فقلت: إن بعضهم يقولون: إن بعضها صلح، فقال: قد وجّه إليها الجيش (ذكر أخبار أصبهان ١/ ٣١).
وأخرج رواية أخرى بسنده المتصل إلى الإمام أحمد بن حنبل أنه قال عن أصبهان: إنها فتحت صلحًا (ذكر أخبار أصبهان ١/ ٣١).
وأخيرًا فلقد ذكر الإمام المحدث المؤرخ الذهبي فتح أصبهان ضمن أحداث سنة (٢٣ هـ) فقال: وفيها رجع أبو موسى من أصبهان وقد افتتح بلادها (تأريخ الإسلام- عهد الخلفاء الراشدين / ٢٥٠) ونحن نرى والله أعلم أن أبا موسى هو الذي قاد الجيش الفاتح لأصبهان، وهذا ما أكده الحافظ الذهبي في ترجمته لأبي موسى الأشعري ضمن ذكره لأسماء الذين توفوا في عهد أمير المؤمنين معاوية - رضي الله عنه - والله أعلم.
وإن كان هؤلاء القادة قد شاركوا في فتحها فلا بأس ولعلها فتحت وصالح أهلها ثم نقضوا ففتحها أبو موسى فتحًا نهائيًا، والله تعالى أعلم.
ولقد ناقش الأصبهاني اختلاف المؤرخين في نسبة الفتح إلى القادة القادمين من البصرة أو الكوفة ولكنه لم يرجح، والله تعالى أعلم.
وقد روي عن معقِل بن يَسَار أنّ الذي كان أميرًا على جيش المسلمين حين غزوْا أصبهان: النعمان بن مقرّن.

<<  <  ج: ص:  >  >>