للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= والطعن في عدالة أئمة المسلمين وكان هؤلاء النفر طرفًا من أطراف الفتنة، والذي ثبت أن من هؤلاء النفر من حرّض على الفتنة وقدم من العراق ومصر، وثبت كما سبق بالسند عن كنانة مولى صفية قال: قتله رجل من أهل مصر يقال له: جبلة (المطالب العالية ٤ / ح ٤٤٥٢) وحسن المحقق إسناده.
وفي رواية أخرى: رأيت قاتل عثمان في الدار رجلًا أسود من أهل مصر (الطبقات الكبرى ٣/ ٨٣) وإسناده صحيح وسبق أن ذكرنا رواية خليفة: قتله أعلاج من أهل مصر.
٣ - كان بعض الشباب المتحمس للإسلام والذي لم يفقه الإسلام كما فقهه الصحابة لا يفهمون ما اجتهد عثمان في باب السياسة الشرعية، وقد كان عمر رضي الله عنه ومن قبله أبو بكر رضي الله عنه قد اجتهدا وفعلا ما فعل سيدنا عثمان، ولكن طوائف من الناس وعلى رأسهم هؤلاء الشباب لم يفهموا ذلك، فأبو بكر رضي الله عنه جمع القرآن في مصحف من قبل فلم تحدث الفتنة وعزل سيدنا عمر أناسًا وعين عمالًا آخرين فلم لم تحدث الفتنة؟ ! ، وزاد سيدنا عمر في الحمى ولم تحدث فتنة من أجل ذلك، فلم حدثت في عهد سيدنا عثمان؟ ! ، إنه سبب مهم ولذلك نفرده بسبب مستقل وإن كان متممًا للسبب الثالث فنقول:
٤ - إن الشطر الثاني من عهد سيدنا عثمان وكذلك فترة خلافة سيدنا علي عصر يختلف عن عصر أبي بكر وعمر، فسيدنا عمر لم يكن محققًا للعدالة بجهوده الفردية وإنما كان يعتمد في ذلك على قاعدة قوية من رعايا أو (محكومين) على مستوى عالي من التربية الإيمانية، ولكن عدد هؤلاء قل، أو قلت نسبتهم بدخول الجموع الغفيرة (من الأقوام الحديثة الإسلام) في المجتمع الإسلامي وهجرة كثير من الصحابة إلى أماكن الفتوح والأمصار التي بيت حديثًا، فالأداة التنفيذية لم تبق على حالها في النصف الأخير من عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه وكان من بين هؤلاء الشباب بعض أولاد الصحابة مثل محمد بن أبي بكر، ومحمد بن أبي حذيفة، وكان من حماس محمد بن أبي بكر وعدم إدراكه لما عند سيدنا عثمان من فقه واسع نقول: كان لذلك الحماس وعدم الإدراك أثر في مشاركة محمد بن أبي بكر في الفتنة ولكنه تراجع في نهاية المطاف، وكذلك محمد بن أبي حذيفة الذي أكرمه عثمان رضي الله عنه إكرامًا لوالده الذي قتل في حروب الردة، والروايات التي تذكر دور محمد بن أبي حذيفة في إثارة الفتنة بين أهل مصر ضد عثمان هي روايات ضعيفة سواء عند الطبري أو غيره، والرواية الصحيحة التي ذكرنا في قسم الصحيح تذكر: أن ممثل أهل مصر كان شابًّا يشير إلى سيدنا عثمان أن يقرأ سورة السابعة ظنًّا من هذا الأب وأمثاله أن عثمان بن عفان نسي هذه الآية ولم يعلم معناها، وهذا الظن محض جهل، ولقد فند سيدنا عثمان كل شبهاتهم واحدة بعد الأخرى كما مر بنا في قسم الصحيح فلا داعي للإعادة هنا.
٥ - يبقى هنالك بُعْدٌ غامض في إذكاء نار الفتنة، وهذا البعد محل خلاف بين الباحثين =

<<  <  ج: ص:  >  >>