٣ - وكذلك ذكر ابن سبأ إمام آخر وهو الحسن بن محمد بن الحنفية الذي توفي سنة ٩٥ هـ وعلى قول الذهبي (الكاشف ١/ ٢٧) فقد ذكره في رسالته الإرجاء قائلًا: (ومن خصومة السبئية التي أدركنا إذ يقولون: هدينا لوحي ضلّ عنه الناس) ولم نطلع على هذه الرسالة التي اطلع عليها سليمان حمد العودة في مخطوط باسم الإيمان، رسالة الإرجاء للحسن بن محمد بن الحنفية ص ٢٤٩ / ب (عبد الله بن سبأ) ص ٥٤. ٤ - يبدو أن العسكري يتغاضى عن إمامين حافظين متقدمين ذكرا روايات مسندة عن ابن سبأ من طريق لا يمر بسيف الراوي، وأحدهما هو أبو يعلى (في مسنده) والثاني ابن أبي عاصم في كتاب السنة. أما ابن أبي عاصم فقد أخرج قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن حسن الأسدي حدثنا هارون بن صالح عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي الجلاس قال: سمعت عليًّا يقول لعبد الله السبائي: ويلك ما أفضى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء كتمه أحد من الناس ولقد سمعته يقول: "إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابًا وإنك منهم". وأبو الجلاس كوفي من الثالثة مجهول الحال، إلا أن لابن عساكر روايات صحيحة أو حسنة سنأتي على ذكرها، ولكنا ذكرنا رواية ابن أبي عاصم حتى نؤكد ورود خبره من غير طريق سيف عند غير واحد من أئمة الحديث علمًا بأن هذه الرواية أخرجها كذلك الحافظ أبو يعلى في مسنده (١/ ١٢٨). ٥ - أما ابن عساكر فقد أخرج في تأريخ دمشق (ترجمة عبد الله بن سالم) روايات عدة نذكر منها: قال ابن عساكر: قرأنا على أبي عبيد الله بن يحيى بن الحسن عن أبي الحسين الدنبوسي أن أحمد بن عبيد بن الفضل ح، وعن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز: أن علي بن محمد بن خزفة قالا: نا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة نا محمد بن عمار نا سفيان عن عمار الدهني قال: سمعت أبا الطفيل يقول: رأيت المسيب بن نجبة أتى به يلببه -يعني: ابن السوداء- وعلي على المنبر فقال علي: ما شأنه؟ فقال: يكذب على الله ورسوله. والرواية الأخرى عند ابن عساكر: أنا أبو محمد بن أبي نصر: أن خيثمة بن سليمان نا أحمد بن زهير بن حرب نا عمرو بن مرزوق: أن شعبة عن سلمة بن كهيل قال علي بن أبي طالب: ما لي ولهذا الحميت الأسود -يعني: عبد الله بن سبأ- وكان يقع في أبي بكر وعمر. =