للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له: إنه لا يَصْلح الناس إلّا بإمْرة، وقد طال الأمر، فقال لهم: إنكم قد اختلفتم إليّ وأتيتم، وإنّي قائل لكم قولًا إن قبِلْتمُوه قبلت أمْرَكم، وإلا فلا حاجة لي فيه. قالوا: ما قلتَ من شيء قبلناه إن شاء الله. فجاء فصعد المنبرَ، فاجتمع الناس إليه، فقال: إني قد كنت كارِهًا لأمركم، فأبيتم إلّا أن أكون عليكم؛ ألا وإنه ليس لي أمرٌ دونكم، إلّا أن مفاتيح مالِكم معي، ألا وإنه ليس لي أنْ آخذَ منه درهمًا دونكم، رضيتم؟ قالوا: نعم؛ قال: اللهمّ اشهد عليهم، ثمّ بايعهم على ذلك.

قال أبو بشير: وأنا يومئذ عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم أسمع ما يقول (١). (٤: ٤٢٧/ ٤٢٨).

٢٥٤ - وحدّثني محمد بن سنان القزّاز، قال: حدَّثنا إسحاق بن إدريس، قال: حدَّثنا هشيم، قال: أخبرنا حميد عن الحسن، قال: رأيت الزبير بن العوّام بايع عليًّا في حَشٍّ من حِشّان المدينة (٢). (٤: ٤٢٩).


(١) في إسناده مجهول الحال ولكن متنه صحيح فقد أخرج البلاذري عن الحسن بلفظ: رأيت الزبير يبايع عليًّا ... الخبر. (أنساب الأشراف / ترجمة علي / ٢١٦) وإسناده صحيح.
(٢) إسناده ضعيف ولكن بيعة الزبير لعلي ثابتة فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (١٥/ ٢٧٤) قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا جعفر بن زياد عن أبي الصيرفي عن صفوان بن قبيصة عن طارق بن شهاب .. الخبر وفيه يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه: إن طلحة والزبير بايعا طائعين غير مكرهين -وإسناده حسن صحيح- وأخرجه ابن شبة في تأريخ المدينة من طريق حيان بن بشر عن يحيى بن آدم عن جعفر بن زياد به (٦/ ٥ / ١١٥) وإسناده حسن وكذلك أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (١٥/ ٢٨٧).
قال: حدثنا عبد الله حدثنا زائدة عن عمرو بن قيس عن زيد بن وهب ... الخبر وفيه: فقال علي لطلحة والزبير: ألم تبايعاني؟ فقالا: نطلب يوم عثمان. وصحح الحافظ إسناده في الفتح (١٣/ ٥٧) وهذا يعني أنهما أقرّا ببيعتهما له، ولم ينكراه.
وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (١٥/ ٢٧١) والطبري في تأريخه (٤/ ٤٩٧) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن عمر بن جاوان عن الأحنف بن قيس قال: قدمنا المدينة ونحن نريد الحج .. وفيه أنه لقي طلحة والزبير فسألهما: (ما تأمراني به وترضيانه لي فإني لا أرى هذا الرجل إلا مقتولًا؟ فقال علي، ثم قال (الأحنف): أتأمراني به وترضيانه لي؟ قال: نعم ثم انطلق حتى إذا أتى مكة جاء الخبر بقتل عثمان فلقي أم المؤمنين عائشة وكانت وقتذاك بمكة فقال لها: من تأمريني أن أبايع؟ قالت: عليًّا، قال: تأمريني به وترضينه لي؟ قالت: نعم. ثم قال =

<<  <  ج: ص:  >  >>