للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كنتُ مع أبي حين قُتل عثمان رضي الله عنه، فقام فدخل منزلَه، فأتاه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: إنّ هذا الرّجل قد قُتل، ولا بدّ للناس من إمام، ولا نجد اليومَ أحدًا أحقَّ بهذا الأمر منك؛ لا أقدمَ سابقةً، ولا أقربَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: لا تفعلوا، فإني أكون وزيرًا خير من أن أكون أميرًا؛ فقالوا: لا، والله ما نحن بفاعلين حتى نُبايعَك؛ قال: ففي المسجد، فإنّ بيعتي لا تكون خَفِيًّا، ولا تكون إلّا عن رضا المسلمين. قال سالم بن أبي الجعْد: فقال عبد الله بن عباس: فلقد كرهت أن يأتيَ المسجد مخافة أن يُشْغَب عليه؛ وأبى هو إلا المسجد، فلمّا دخل دخل المهاجرون والأنصار فبايعوه، ثم بايعه الناس (١). (٤: ٤٢٧).

٢٥٣ - وحدّثني جعفر، قال: حدَّثنا عمرو وعليّ، قالا: حدَّثنا حسين، عن أبيه، عن أبي ميمونة، عن أبي بشير العابديّ، قال: كنت بالمدينة حين قتِل عثمان رضي الله عنه، واجتمع المهاجرون والأنصار، فيهم طلحة، والزُّبير، فأتوا عليًّا فقالوا: يا أبا حسن! هلمَّ نبايعك، فقال: لا حاجة لي في أمْركم، أنا معكم فمن اخْتَرْتمُ فقد رضيتُ به، فاختاروا والله، فقالوا: ما نَخْتار غيرَك؛ قال: فاختلفوا إليه بعد ما قتل عثمان رضي الله عنه مِرارًا، ثم أتوْه في آخر ذلك، فقالوا


(١) في إسناده مجهول الحال ولكن متنه صحيح، فقد أخرج الإمام أحمد في فضائل الصحابة (٢/ ٥٧٣) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف عن عبد الملك بن أبي سليمان عن سلمة بن كهيل عن سالم بن أبي الجعد عن محمد بن الحنفية قال: كنت مع علي وعثمان محصور قال: فأتاه رجل فقال: إن أمير المؤمنين مقتول، ثم جاء آخر فقال: إن أمير المؤمنين مقتول الساعة. قال: فقام علي فأخذت بوسطه تخوفًا عليه فقال: خلِّ لا أم لك قال: فأتى عليٌّ الدار وقد قتل الرجل فأتى داره فدخلها وأغلق عليه بابه، فأتاه الناس فضربوا عليه الباب فدخلوا عليه فقالوا: إن هذا الرجل قد قتل، ولا بد للناس من خليفة ولا نعلم أحدًا أحق بها منك، فقال لهم علي: لا تريدوني فإني لكم وزير خير مني لكم أمير. فقالوا: لا والله ما نعلم أحدًا أحق بها منك! قال: فإن أبيتم عليَّ فإن بيعتي لا تكون سرًّا ولكن أخرج إلى المسجد فمن شاء أن يبايعني، قال: فخرج إلى المسجد فبايعه الناس اهـ.
وإسناده صحيح ورواية الطبري ذكرت: (فلما دخل المهاجرون والأنصار فبايعوه) بدل الناس وكذلك رواية الخلال في السنة (٤١٧) فلما دخل جاء المهاجرون والأنصار فبايعوه فبايعه الناس.
ورواية الطبري والخلال موضحة لبعض التفاصيل التي وردت مجملة عند أحمد، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>