للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= (الخليفة) وعدم دخولهم في طاعته، ففسقوا بذلك كما قال عمار (ولكن قولوا فسقوا وظلموا)، وخروجهم هذا هو البغي المقصود في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمار: (ويح عمار تقتله الفئة الباغية) فتح الباري (١/ ٦٤٢) و (٦/ ٣٦).
٥ - وكان في جيش علي كبار الصحابة من البدريين وأهل بيعة الرضوان كما أخرج خليفة بن خياط: حدثنا أبو غسان قال: نا عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن عن جعفر -أظنه ابن أبي المغيرة- عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال: شهدنا مع علي ثمانمئة ممن بايع بيعة الرضوان قتل منا ثلاثة وستون منهم عمار بن ياسر (تأريخ خليفة / ١٩٦).
وإسناده حسن، ونسب الشيخ العربي التباني إلى يحيى بن سليمان الجعفي: أنه أخرج بسند جيد في كتابه (صفين) أنه شهد مع علي تسعون بدريًا.
٦ - أما عن تفاصيل المعركة وأمراء الأجناد وحملة الألوية في الجيشين فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (١٥/ ٢٩٢) من حديث حجر بن عنبس: (قيل لعلي يوم صفين: قد حيل بيننا وبين الماء قال: أرسلوا إلى الأشعث فجاء فقال: ائتوني بدرع ابن سهر - رجل من بني براء - فصبها عليه ثم أتاهم فقاتلهم حتى أزالهم عن الماء) وإسناده حسن. وأخرجه خليفة بن خياط ثنا أبو نعيم قال: نا موسى بن قيس قال: سمعت حجر بن عنبس قال: حيل بين علي والماء، فقال: أرسلوا إلى الأشعث بن قيس فأزالهم عن الماء، ثم التقى الناس يوم الأربعاء لسبع خلون من صفر سنة سبع وثلاثين، ولواء علي مع هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وفي ميسرة علي ربيعة وعليهم ابن عباس وفي ميمنته على أهل اليمن عليهم الأشعث بن قيس وعلي في القلب في مضر البصرة والكوفة.
ولواء معاوية مع المخارق بن الصباح الكلاعي وفي ميسرة معاوية مضر عليهم ذو الكلاع وفي ميمنته أهل اليمن ومعاوية في الشهباء أصحاب البيض والدروع (تأريخ خليفة / ١٩٣).
ولم نجد رواية أخرى صحيحة تتحدث عن تفاصيل أخرى، وكلّ ما ورد في مرويات أبي مخنف التالفة لم تؤيدها ولا رواية صحيحة، والله تعالى أعلم.
٧ - قلنا فيما مضى: إن عليًّا رضي الله عنه كان حريصًا على حقن ما أمكن من دماء المسلمين في وقعة الجمل، وهكذا كانت سياسته في صفين فالاقتتال بين طائفتين من المسلمين بغت إحداهما (أهل الشام) على الأخرى (جيش أمير المؤمنين) فواجب الإمام علي أن يرجع هؤلاء إلى السمع والطاعة وكفى، وهمه أن يبلغ ذلك الهدف بأقل دمٍ مراق ولذلك كانت سياسة سيدنا علي في معركة صفين ما أخرجه الحاكم في المستدرك (٢/ ١٥٥) والبيهقي في السنن (٨/ ١٨٢) عن أبي أمامة قال: (شهدت صفين فكانوا لا يجهزون على جريح ولا يطلبون موليًا ولا يسلبون قتيلًا). وإسناده صحيح (إرواء الغليل ٨/ ١١٤).
فبالله عليكم هل شهد التأريخ البشري عدالة ورحمة مثل هذه الوقعة الراشدية؟ ! إن =

<<  <  ج: ص:  >  >>