للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= (صحيح تاريخ الطبري) وخاصة فيما يتعلق بسيرة الصحابة وهم عدول، ولكن ليست شديدة الضعف، ولولا أنها:
أولًا: خالفت شرطنا الذي ذكرناه في قسم الصحيح.
وثانيًا: لأن الرواية الصحيحة التي أخرجها البخاري في صحيحه وغيره عن أئمة الحديث والتاريخ فيها كفاية وغنية وهي تغنينا عن الروايات الضعيفة، ولكن مرويات الطبري في هذا العلم ليست شديدة الضعف ولولا السببين الآنفي الذكر لحوّلناها من الضعيف إلى قسم الصحيح. علمًا بأن الحافظ ابن حجر قد صحح إسناد الطبري هذا من باب تساهله في تصحيح الروايات التاريخية فقال: وأخرج الطبري بسند صحيح عن يونس بن يزيد عن الزهري قال: جعل علي على مقدمة أهل العراق قيس بن سعد وكانوا أربعين ألفًا بايعوه على الموت فقتل علي فبايعوا الحسن بن علي بالخلافة وكان لا يحب القتال ولكن يريد أن يشترط على معاوية لنفسه. [الفتح ١٣/ ٦٧].
٤ - هذا فيما يتعلق بالإسناد، أما فيما يتعلق بالمتن فقد استوقفتنا عبارة الأستاذ الفاضل، احتوت الروايات الضعيفة التي أخرجها الطبري عن الصلح إساءة بالغة لشخص الحسن بن علي رضي الله عنهما حيث اتهمته بالسعي للصلح من أجل الدنيا ومتاعها الفاني.
وتعقيبًا على هذا القول نقول: صحيح أننا ندافع عن عدالة الصحابة لأن أئمة الحديث وفقهاء أهل السنة والجماعة اتفقوا على عدالتهم استنادًا إلى النصوص الصريحة الصحيحة وهم نقلة الشريعة ولكن هذا لا يعني أن ننفي عنهم الطبجعة البشرية (الطبائع العادية) أو ننفي عنهم كل سلوك نظنه إساءة إلى عدالة الصحابة فسيدنا الحسن لم يقم بالصلح سعيًا وراء متاع الدنيا الفاني، وهذا ما اتفقنا فيه مع الأستاذ غيث.
ولكن حرص الحسن رضي الله عنه على حصوله على بعض الشروط وفيها ما فرض له من المال سنويًا لا يعني إساءة لشخص الحسن ولا خدشًا في عدالته.
والملفت للنظر أن الأستاذ غيث نفسه قد ذكر الفوائد التي استنبطها الحافظ ابن حجر من رواية الصلح عند البخاري.
ومنها: جواز خلع الخليفة نفسه إذا رأى في ذلك صلاحًا للمسلمين والنزول عن الوظائف الدينية والدنيوية بالمال، وجواز أخذ المال على ذلك وإعطائه بعد استيفاء شروطه. [ص: ١٣٦].
وكذلك نقل الأستاذ غيث شرح الحافظ ابن حجر لقول الحسن: وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها، وأراد الحسن بذلك كله تسكين الفتنة وتفرقة المال على من لا يرضيه إلَّا المال، فوافقاه على ما شرط من جميع ذلك والتزما له من المال في كل عام والثياب والأقوات [ص ١٣٥] وانظر [الفتح ١٣/ ٧٠].
وكذلك نقل الأستاذ غيث قول الحافظ: إنا (أي أهل البيت)، جبلنا على الكرم والتوسعة =

<<  <  ج: ص:  >  >>