[ص ح ١٣٤] وانظر [الفتح ١٣/ ٦٩]. وبعد هذا التوضيح يدرك القارئ الكريم أن طلب الحسن لشروط مالية لنفسه لا ضير فيه ولا طعن فيه لعدالته رضي الله عنه وإضافة في التوضيح على كلام ابن حجر نقول: إن أئمة أهل البيت (في حينه) كانوا من أكثر الناس سخاءً وصلةً لأرحامهم أسوةً بجدهم عليه الصلاة والسلام، (وصلة الأرحام يكون بالمال غالبًا)، أضف إلى ذلك فإن الحسن وأباه رضي الله عنهما كانا إمامي عدل وخليفتين للمسلمين وتعود الناس أن يقصدوهم في طلب المال قضاءً لحاجاتهم، وتصور السخاء والإمامة والانتساب إلى النبي وعترته إذا اجتمعوا في رجل سيد كالحسن الذي شهد له جده عليه الصلاة والسلام بالسيادة فكيف يكون قصد الناس إليه وكيف يكون سخاؤه؟ وكم سيكون إنفاقه على الناس؟ وأما على نفسه فالكل يعرف زهد أئمة أهل البيت في حياتهم الخاصة رضي الله عنهم وأرضاهم. وكذلك أشارت رواية البخاري رحمه الله أن سيدنا الحسن كان حريصًا على ضمان شروطه. قال: فمن في بهذا؟ قالا: نحن لك به، فما سالهما شيئًا إلّا قالا: نحن لك به فصالحه. وأما عن مراحل الصلح فقد أجاد الأستاذ غيث كما ذكرنا فليراجع في موضعه من الكتاب القيم [مرويات خلافة معاوية]. ولقد ذكرنا في حينه رواية البخاري في صحيحه عن هذا الصلح (ح ٢٥٥٧) ورواية الحاكم [٣/ ٣١٧] ورواية يعقوب بن سفيان (٣/ ٣١٧) في المعرفة والتاريخ. وفيما يلي بعض الروايات في الباب. وأخرج ابن سعد في طبقاته من طريق عبد الله بن بكر (ثقة) حدثنا حاتم بن أبي صغيرة (ثقة) عن عمرو بن دينار (ثقة): (أن معاوية كان يعلم أن الحسن أكره الناس للفتنة فلما توفي علي بعث إلى الحسن فاصلح ما بينه وبينه سرًّا وأعطاه معاوية عهدًا إن حدث به حدث والحسن حيّ ليسمينه وليجعلن الأمر إليه فلما توثق منه الحسن -قال ابن جعفر-: والله إني لجالس عند الحسن إذ أخذت لأقوم فجذب بثوبي وقال: يا هاهنا اجلس فجلست، فقال: إني قد رأيت رأيًا وإني أحب أن تتابعني عليه، قلت: ما هو؟ قال: قد رأيت أن أعمد إلى المدينة فأنزلها وأخلي بين ساوية وبيني هذا الحديث فقد طالت الفتنة وسفكت الدماء وقطعت الأرحام والسبل وعطلت الفروج [يعني الثغور]. قال ابن جعفر: (جزاك الله خيرًا عن أمة محمد فأنا معك، فقال: ادع لي الحسين ... ) الخبر. [الطبقات (١/ ٣٣٠)]. وانظر [سير أعلام النبلاء (٣/ ٢٦٤)، واللفظ هنا من سير أعلام النبلاء. انظر [تهذيب ابن عساكر ٤/ ٢٢٤)]. وهذه الرواية توكيد لرواية البخاري من أن الحسن ومعاوية رضي الله عنهما كانا يرغبان في =