للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَيُولّوه عليهم، وقالوا: من رضيتما لنا فقد رَضيناه، وقال غير أبي لبيد: الرجل المضريّ قيسُ بن الهيثم السُّلَميّ. قال أبو لبيد: ورأيُ المضريّ في بني أمية، ورأيُ النعمان في بني هاشم، فقال النعمان: ما أرى أحدًا أحقَّ بهذا الأمر من فلان -لرجل من بني أميَّة- قال: وذلك رأيُك؟ قال: نعم؛ قال: قد قلّدتُك أمري، ورضيتُ من رضيتَ. ثمّ خرجا إلى الناس، فقال المضريّ: قد رضيتُ من رضِيَ النعمان، فمن سقى لكم فأنا به راضٍ؛ فقالوا للنعمان: ما تقول! فقال: ما أرى أحدًا غيرَ عبد الله بن الحارث -وهو ببّة- فقال المضريّ: ما هذا الذي سمّيتَ لي؟ قال: بلى، لعَمري إنه لهوَ، فرضيَ الناس بعبد الله وبايعوه (١). [٥١٢: ٥].

قال أبو عبيدة: فحدّثني زهير بن هنيد، عن أبي نعامة، عن ناشب بن الحسحاس وحميد بن هلال، قالا: أتينا منزلَ الأحنف بحضرة المسجد، قالا: فكنّا فيمن ينظر، فأتته امرأة بمجْمَر فقالت: ما لَك وللرياسة! تجمَّرْ فإنما أنت امرأة؛ فقال: است المرأة أحقُّ بالمجْمر؛ فأتَوْه فقالوا: إنّ عُلَيّة بنت ناجية الرياحيّ -وهي أخت مَطرَ، وقال آخرون: عزّة بنت الحرّ الرياحيةِ- قد سُلِبتْ خَلاخيلها من ساقَيها، وكان منزلُها شارعًا في رحبة بني تميم على المِيضأة، وقالوا: قَتلوا الصّباغ الذي على طريقك، وقتلوا المُقعَد الذي كان على باب المسجد، وقالوا: إنّ مالك بن مسمع قد دخل سكّة بني العدوّية من قِبل الجبّان، فحرّق دورًا، فقال الأحنف: أقيموا البيّنة على هذا، ففي دون هذا ما يُحِلّ قتالهم؛ فشهدوا عندَه على ذلك، فقال الأحنف: أجاء عبّاد؟ وهو عبّاد بن حصين بن يزيدَ بن عمرو بن أوس بن سيف بن عزم بن حِلَّزة بن بيان بن سعد بن الحارث الحبِطة بن عمرو بن تميم؛ قالوا: لا، ثمّ مكث غيرَ طويل، فقال: أجاء


(١) ولقد تحدثنا عن هذا الإسناد آنفًا، وقلنا: رجاله بين الثقة والصدوق.
ثم إن الطبري رحمه الله أخرج روايات مختلفة أغلبها من طريق شيخه معمر بن المثنى وبأسانيد مخنلفة تصف تلك الفترة المليئة بالتقلبات وهيجان الناس واضطرابهم وأكثرهم تتعلق بعبيد الله بن زياد وتعامله مع الناس وتعامل الناس معه بعد موت يزيد بن معاوية واستغرقت الصفحات (٥/ ٥٠٤ - ٥٢٢).
ومنها الرواية [٥: ٥١٨ - ٥١٩] التي أخرجها الطبري بسند حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>