للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المثنَّى سرًّا، وقال له المختار: الحقْ بَبَلدك بالبصرة فارْعَ الناسَ، وأسِرّ أمْرَكَ، فقدم البصرة فدعا، فأجابه رجالٌ من قومه وغيرهم فلمَّا أخرج المختارُ ابنَ مطيع من الكوفة ومَنَعَ عمرَ بنَ عبد الرحمن بن الحارث بن هشام من الكوفة خرج المثنَّى بن مخرّبة فاتَّخذ مسجدًا، واجتمع إليه قومه، ودعا إلى المختار، ثمّ أتى مدينة الرّزق فعسكر عندَها، وجمعوا الطعامَ في المدينة، ونحَروا الجُزُر، فوجَّه إليهم القُباعُ عبَّادَ بن حصين وهو على شُرْطته، وقيس بن الهيثم في الشّرَط والمقاتلة، فأخذوا في سكَّة الموالي حتَّى خرجوا إلى السَّبخة، فوقفوا، ولزِم الناسُ دورَهم، فلم يخرج أحد، فجعل عبَّاد ينظر هل يرى أحدًا يسأله! فلم ير أحدًا؛ فقال: أما هاهنا رجلٌ من بني تميم؟ فقال خليفة الأعور مولى بني عديّ، عديّ الرِّباب: هذه دار ورَّاد مولَى بني عبد شَمْس؛ قال: دُقّ الباب، فدقَّه، فخرج إليه ورَّاد، فشَتَمه عبَّاد وقال: ويَحْك! أنا وَاقفٌ هاهنا، لِمَ لَمْ تخرج إليَّ! قال: لم أدر ما يوافقك، قال: شُدَّ عليك سلاحَك واركب، ففعل، ووَقفَوا، وأقبل أصحابُ المثنَّى فواقفوهم، فقال عبَّاد لورّاد: قف مكانَك مع قيس، فوقف قيس بن الهيثم وورّاد، ورجع عبَّاد فأخذ في طريق الذّبَّاحين، والنَّاس وقوفٌ في السَّبَخة، حتَّى أتى الكلأ، ولمدينة الرّزَق أربعة أبواب: باب مِمَّا يلي البصرة، وباب إلى الخلّالين، وبابٌ إلى المسجد وبابٌ إلى مهب الشمال؛ فأتى الباب الَّذِي يلِي النهر مِمَّا يلي أصحاب السقَط، وهو بابٌ صغيرٌ، فوقف ودعا بسلَّم فوضعه مع حائط المدينة، فصعد ثلاثون رجلًا، وقال لهم: الزموا السطح، فإذا سمعتم التكبير فكروا على السطوح، ورجع عبَّاد إلى قيس بن الهيثم وقال لورّاد: حَرّشِ القومَ؛ فطارَدَهم ورّاد، ثم التبس القتال فقُتِل أربعون رجلًا من أصحاب المثنَّى، وقُتِل رجل من أصحاب عبَّاد، وسمع الَّذين على السطوح في دار الرزق الضجَّة والتكبير، فكبَّروا، فهرب من كان في المدينة، وسمع المثنَّى وأصحابه التكبير من ورائهم، فانهزموا، وأمر عبَّاد وقيس بن الهيثم الناسَ بالكفّ عن اتباعهم وأخذوا مدينة الرّزق وما كان فيها، وأتى المثنَّى وأصحابُه عبدَ القيس ورجع عبَّاد وقيس ومَنْ معهما إلى القُباع فوجّههما إلى عبد القيس، فأخذ قيس بن الهيثم من ناحية الجسر، وأتاهم عبَّاد من طريق

<<  <  ج: ص:  >  >>