للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدّثت عن عليّ بن حَرْب المَوْصليّ، قال: حدّثني إبراهيمُ بن سليمانَ


= لا يصنع شيئًا، إنما يلقي بالناس إلى التهلكة، ولا خبرة له بالحرب.
وخاف عمر بن سعد بن أبي وقاص، فذهب عبد الله بن يزيد الخطمي نائب ابن الزبير وإبراهيم بن محمد إلى ابن صرد، فقالا: إنكم أحبُّ أهلِ بلدنا إلينا، فلا تفجعونا بأنفسكم، ولا تنقصوا عددنا بخروجكم، قفوا حتى نتهيأ. قال ابن صرد: قد خرجنا لأمرٍ ولا نرانا إلَّا شاخصين، فسار، ومعه كل مستميت، ومرُّوا بقبر الحسين، فبكوا، وأقاموا يومًا عنده وقالوا: يا رب قد خذلناه، فاغفر لنا، وتب علينا؛ ثم نزلوا قرقيسيا، فتم المصاف بعين الوردة، وقتل ابن صرد وعامَّة التوابين، ومرض عبيد الله بالجزيرة، فاشتغل بذلك وبقتال أهلها عن العراق سنةً وحاصر الموصل.
وأما المختار، فسجن مُدَّة، ثم خرج، فحاربه أهل الكوفة، فقتل رفاعة بن شداد، وعبد الله بن سعد، وعدة، وغلب على الكوفة وهرب منه نائب ابن الزبير، فقتل جماعةً ممن قاتل الحسين، وقتل الشمر بن ذي الجوشن، وعُمَرَ بن سعد، وقال: إن جبريل ينزل عليَّ بالوحي، واختلق كتابًا عن ابن الحنفية إليه يأمره بنصر الشيعة، وثار إبراهيم بن الأشتر في عشيرته، فقتل صاحب الشرطة، وسُرَّ به المختار، وقوي، وعسكروا بدير هند، فحاربهم نائب ابن الزبير، ثم ضَعُفَ واختفى، وأخذ المختار في العدل. وحسن السيرة. وبعث إلى النائب بمالٍ، وقال: اهرب، ووجد المختار في بيت المال سبعة آلاف ألف درهم، فأنفق في جيشه، وكتب إلى ابن الزبير: إني رأيت عاملك مراهنًا لبني أمية، فكم يسعني أن أُقره، فانخدع له ابن الزبير، وكتب إليه بولاية الكوفة، فجهز ابن الأشتر لحرب عبيد الله بن زياد في آخر ست وستين. [مختصر سير أعلام النبلاء (٣/ ٥٤٠ - ٥٤١ / تر ١٤٤)].
وقال الذهبي: ووقع المصاف، فقتل ابن زياد، قدَّه ابن الأشتر نصفين. وكان بطل النخع، وفارس اليمانية فدخل الموصل، واستولى على الجزيرة، ثم وجَّه المختار أربعة آلاف فارس في نصر محمد بن الحنفية، فكلموا ابن الزبير، وأخرجوه من الشعب، وأقاموا في خدمته أشهرًا، حتى بلغهم قتلُ المختار، فإن ابن الزبير علم مَكرَهُ، فندب لحربه أخاه مصعبًا، فقدم محمد بن الأشعث، وشبث بن ربعي إلى البصرة يستصرخان الناس على الكذاب، ثم التقى مصعب وجيش المختار، فقتل ابن الأشعث، وعبيد الله بن علي بن أبي طالب، وانفل الكوفيون، فحصرهم مصعب في دار الإمارة، فكان المختار يبرز في فرسانه، ويقاتل حتى قتله طريف الحنفي وأخوه طرَّاف في رمضان سنة سبع وستين. [مختصر سير أعلام النبلاء (٣/ ٥٤٣ / تر ١٤٤)].
ولفد أرخ خليفة بن خياط لمقتل المختار بن أبي عبيد ضمن أحداث سنة (٦٧ هـ) وقال: دخل عليه القصر طريف وطراف أخوان من بني حنيفة فقتلاه. (تاريخ خليفة / ٢٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>