للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقال الذهبي في موضع آخر: وتمكن ابن الزبير وبايعه أهل الحرمين واليمن والعراق وخراسان، واستناب على العراق وما يليه أخاه مصعب بن الزبير، وتفرقت الكلمة وبقي في الوقت خليفتان أكبرهما ابن الزبير. [دول الإسلام (/ ٤٨)].
وقال الخطيب البغدادي: فكانت خلافته (أي: عبد الملك بن مروان) من مقتل ابن الزبير إلى أن توفي ثلاث عشر سنة وأربعة أشهر. [تاريخ بغداد (١٠/ ٣٩١)].
وقال الحافظ ابن كثير: فلما مات يزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد من بعده قريبًا استفحل أمر عبد الله بن الزبير جدًّا، وبويع له بالخلافة في جميع البلاد الإسلامية ... ولكن عارضه مروان بن الحكم في ذلك وأخذ الشام ومصر من نواب ابن الزبير ثم جهز السرايا إلى العراق. [البداية والنهاية (٧/ ١٥١)].
وقال الشيخ الحصيني، وكثير من العلماء يرون أن بيعة مروان غير منعقدة شرعًا (أي: حتى وفاة ابن الزبير) لوقوعها من سكان دمشق فقط ولسبقها ببيعة ابن الزبير المنعقدة بإجماع جمهور المسلمين. (١/ ٩١).
وكعادتنا فإننا نحاول أن نكتب خلاصة في كل مسألة تاريخية مختلف فيها بعد أن نميز بين روايات الطبري الصحيحة والضعيفة منها ونحاول في كل خلاصة أن نردَّ على الشبهات المثارة حول شخصيات الصحابة وعدالتهم وكذلك نفعل في مسألتنا هذه وقبل أن ندخل في التفاصيل نودّ أن نذكر هنا تتمة رواية عروة بن الزبير وهو شاهد على تلك الأحداث حتى تتكون للقارئ الكريم صورة ولو موجزة عن أحداث تركت أثرها في التاريخ الإسلامي.
وتتمة رواية عروة كالآتي قال: ثم مات مروان، ودعا عبد الملك لنفسه، وقام، فأجابه أهل الشام، فخطب على المنبر وقال: من لابن الزبير منكم؟ فقال الحجاج: أنا يا أمير المؤمنين، فأسكته، ثم عاد فأسكته، ثم عاد فقال: أنا يا أمير المؤمنين، فإني رأيت في النوم أني انتزعت جبته فلبستها، فعقد له في الجيش إلى مكة حتى وردها على ابن الزبير فقاتله بها، فقال ابن الزبير لأهل مكة: احفظوا هذين الجبلين، فإنكم لن تزالوا بخير أعزة ما لم يظهروا عليهما، فلم يلبثوا أن ظهر الحجاج ومن معه على أبي قبيس، ونصب عليه المنجنيق فكان يرمي به ابن الزبير ومن معه في المسجد، فلما كانت الغداة التي قتل فيها ابن الزبير، دخل ابن الزبير على أمه أسماء بنت أبي بكر، وهي يومئذٍ ابنة مئة سنة، لم يسقط لها سن، ولم يفقد لها بصر، فقالت لابنها: يا عبد الله، ما فعلت في حزبك؟ قال: بلغوا مكان كذا وكذا، قال: وضحك ابن الزبير، فقال: إن في الموت لراحة، قالت: يا بني، لعلك تتمناه لي؟ ما أحب أن أموت حتى آتي على أحد طرفيك، إما أن تملك فتقر بذلك عيني، وإما أن تقتل فاحتسبك، قال: ثم ودعها، قالت له: يا بني إياك أن تعطي خصلة من دينك مخافة القتل.
وخرج عنها، ودخل المسجد، وقد جعل مصراعين على الحجر الأسود يتقي بهما أن يصيبه =

<<  <  ج: ص:  >  >>