للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= المنجنيق، وأتى ابن الزبير آتٍ وهو جالسٍ عند الحجر الأسود، فقال: ألا نفتح لك باب الكعبة فتصعد فيها، فنظر إليه عبد الله ثم قال له: من كل شيء تحفظ أخاك إلَّا من نفسه -يعني: أجله- وهل للكعبة حرمة، ليست لهذا المكان؟ ! والله لو وجدوكم متعلقين بأستار الكعبة لقتلوكم فقيل له: ألا تكلمهم في الصلح؟ قال: أو حين صلح هذا؟ والله لو وجدوكم فيها لذبحوكم جميعًا، وأنشد يقول:
ولست بمبتاع الحياة بسبة ... ولا مرتق من خشية الموت سلما
أنافس سهمًا إنه غير بارح ... ملاقي المنايا أيَّ حرف تيمما
ثم أقبل على آل الزبير يعظهم ويقول: ليكن أحدكم سيفه كما يكن وجهه، لا ينكسر فيدفع عن نفسه بيده، كأنه امرأة، والله ما لقيت زحفًا قط إلَّا في الرعيل الأول ولا ألمت جرحًا قط إلَّا أن آلم الدواء.
قال: فبينما هم كذلك، إذ دُخل عليهم من باب بني جمح، فيهم أسود، قال: من هؤلاء؟ قيل: أهل حمص، فحمل عليهم ومعه سيفان، فأول من لقيه الأسود، فضربه بسيفه حتى أطن رجله فقال له الأسود: أخ يا بن الزانية، فقال له ابن الزبير: اخسأ يابن حام، أسماء زانية؟ ثم أخرجهم من المسجد وانصرف، فإذا قوم قد دخلوا من باب بني سهم فقال من هؤلاء؟ قيل: أهل الأردن، فحمل عليهم، وهو يقول:
لا عهد لي بغارةٍ مثل السَّيلِ ... لا ينجلي غبارها حتى الليل
فأخرجهم من المسجد فإذا بقوم قد دخلوا من باب بني مخزوم، فحمل عليهم وهو يقول:
لو كان قرني واحدًا كفيته
وقال: وعلى ظهر المسجد من أعوانه من يرمي عدوه بالآجر وغيره، فحمل عليهم فأصابته آجرة في مفرقه حتى فلقت رأسه، فوقف وهو يقول:
ولسنا على الأعقاب تدمي كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما
قال: ثم وقع، فأكب عليه موليان له، وهما يقولان:
العبد يحمي ربه ويحتمي
قال: ثم سير إليه فحز رأسه.
قال الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري وثقه ابن حبان، وغيره، وضعفه أبو زرعة وغيره. [مجمع الزوائد (٧/ ٢٥٥)].
قلنا: وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة مع اختلاف في بعض المقاطع (ح ١٦٥٢) وبعض أئمة الحديث يفرقون بين عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي والذماري، فالشامي منكر الحديث، وأما الذماري فقد قال أبو حاتم: شيخ وسكت عنه البخاري وذكره ابن حبان في الثقات وقال الحافظ: صدوق كان يصحف. =

<<  <  ج: ص:  >  >>