ويذكر خليفة أن شبيب هزم عدة من قواد الحجاج، ثم غرق هو بعد أن قطع جسر دجيل الذي كان عليه. [خليفة (٢٧٥)]. وخلاصة هذه الصفحات التي ذكرها الطبري بالإضافة إلى ما قاله خليفة تفيد أن شبيبًا كان قائدًا شجاعًا خاض معارك شرسة ضد جيوش الخلافة بعد أن أعلن العصيان المسلح وعاث في الأرض فسادًا، وقتل عددًا من الأمراء الذين قاتلوه، ثم مات غرقًا فانتهت حركته الخارجية يومها. ولقد أطال الطبري في ذكر تفاصيل المعارك التي دارت بين جيوش الحجاج وقوات الفائد الخارجي شبيب وسلفه صالح بن مسرح استغرقت الصفحات (٦/ ٢٢٤ - ٢٨٤) وجُلَّ هذه الروايات من طريق التالف الكذاب أبي مخنف وفيها من المبالغات والنكارات والحشو الكثير. ورحم الله الطبري لو أعرض عن هذه الروايات واكتفى بأصح الروايات في الباب لكان خيرًا من بعده. وهذه من المآخذ على منهج الطبري رحمه الله ذكرناه في غير موضع.