للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقتله وأصحابه فقتِل مع سبعمئة (١). (٦: ٤٥٤ - ٤٥٨).

قال عليّ: أخبَرَنا مصعَب بن حيّان، عن أبيه، قال: بعث قتيبة برأس نيزك مع محفَن بن جَزْء الكلابيّ، وسوّار بن زَهْدم الجَرْميّ، فقال الحجاج: إن كان قُتيبة لحقيقًا أن يَبعَث برأسِ نيزَك مع وَلَدِ مُسْلم، فقال سَوَّار:

أقولُ لمحفَنٍ وجَرى سنيحٌ ... وآخَرُ بارح مِنْ عَنْ يَمِيني

وَقَدْ جَعلَتْ بوائقُ من أمورٍ ... ترفَّع حولَه وتكفّ دوني

نشدْتُكَ هَلْ يسُرّك أن سَرْجي ... وسَرْجك فوق أبغُل باذيينِ

قال: فقال محْفَن: نعم وبالصّين. (٦: ٤٥٨ - ٤٥٩).

قال عليّ: أخَبَرنا حمزة بن إبراهيم وعليّ بن مجاهد، عن حَنْبل بن أبي حريرة؛ عن مَرْزبان قهستان وغيرهما، أن قتيبة دعا يومًا بنيزَك وهو محبوس، فقال: ما رأيُك في السَّبَل والشذّ؟ أتراهما يأتيان إن أرسلتُ إليهما؟ قال: لا؛ قال: فأرسَل إليهما قتيبة فقَدما عليه، ودعا نيزَك وجبغويه فَدخَلا، فإذا السَّبَل والشذّ بين يديه على كرسيّين، فجلسا بإزائهما، فقال الشذّ لقتيبة: إن جبغويه - وإن كان لي عدوًّا - فهو أسَنّ منّي، وهو المَلِك وأنا كَعَبْده، فائْذن لي أدنُ منه، فأذن له، فدنا منه. فقبّل يده وسجَد له، قال: ثم استأذَنَه في السَّبَل، فأذن له فَدنَا منه فمبّل يده، فقال نيزك لقتيبة: ائذن لي أن من الشذّ، فإني عَبْدُه، فأذن له، فدنا منه فقبّل يَده، ثم أذن قتيبة للسَّبَل والشذّ فانصرَفَا إلى بلادهما، وضم إلى الشذّ الحجَّاج القينيّ، وكان من وُجوه أهلِ خُراسان. وقتل قتيبةُ نيزَك، فأخذ الزبيرُ مولَى عابس الباهليّ خُفًّا لنيزَك فيه جوهر، وكان أكثرَ من في بلاده مالًا وعقارًا؛ من ذلك الجوهر الذي أصابه في خُفّة، فسَوّغه إياه قُتَيبة، فلم يَزَل مُوسرًا حتى هَلَك بكابُل في ولاية أبي داود. (٦: ٤٥٩).


(١) قلنا: ثم يذكر الطبري عن المدائني عن الباهليين قولًا مغايرًا وهو أن قتيبة لم يعطه العهد ولا الأمان ... إلخ وقد ذكرنا قول الباهليين في الضعيف فلم يبين المدائني من هؤلاء الباهليين.

<<  <  ج: ص:  >  >>