قال عليّ: وحدثنا عليّ بن مجاهد، عن عبد الأعلى بن منصور، عن ميمون بن مهران، قال: كتب عمر إلى عبد الرحمن بن نعيم أنّ العَمَل والعلم قريبان، فكن عالمًا بالله عاملًا، فإنّ أقوامًا علموا ولم يعملوا، فكان علمُهم عليهم وبالًا. (٦: ٥٦٧).
قال وأخبرنا مصعب بن حيّان، عن مقاتل بن حيّان، قال: كتب عمر إلى عبد الرحمن:
أما بعد، فاعمل عمل رجل يعلم أن الله لا يصلح عمل المفسدين. (٦: ٥٦٧).
قال عليّ: أخبرنا كليب بن خلف، عن طفيل بن مرداس، قال: كتب عمر إلى سليمان بن أبي السريّ، أن اعمل خانات في بلادك فمن مرّ بك من المسلمين فاقرُوهم يومًا وليلة، وتعهّدوا دوابّهم، فمن كانت به علة فاقرُوه يومين وليلتين، فإن كان منقطعًا به فقوّوه بما يصل به إلى بلده.
فلما أتاه كتاب عمر قال أهل سمرقند لسليمان: إن قتيبة غَدَر بنا، وظلمنا وأخذ بلادنا، وقد أظهر الله العدل والإنصاف، فائذن لنا فليفد منّا وفد إلى أمير المؤمنين يشكون ظُلامنا، فإن كان لنا حق أعطيناه، فإنّ بنا إلى ذلك حاجة، فأذن لهم، فوجّهوا منهم قومًا، فقدموا على عمر، فكتب لهم عمر إلى سليمان بن أبي السريّ:
إن أهل سمرقند قد شكَوا إليّ ظلمًا أصابهم، وتحاملًا من قتيبة عليهم حتى أخرجهم من أرضهم، فإذا أتاك كتابي فأجلس لهم القاضي، فلينظر في أمرهم، فإن قضى لهم فأخرجهم إلى معسكرهم كما كانوا وكنتم قبل أن ظهر عليهم قتيبة.
قال: فأجلس لهم سليمان جُمَيع بن حاضر القاضي الناجيّ، فقضى أن يخرج عرب سمرقند إلى معسكرهم وينابذوهم على سواء، فيكون صلحًا جديدًا أو ظفرًا عنوةً، فقال أهل السُّغْد: بل نرضى بما كان، ولا نجدِّد حربًا. وتراضوا بذلك،
= محمد بن أبي عيينة المهلبي قال: قرأت رسالة عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن المهلب: سلام عليكم فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلَّا هو أما بعد فإن سليمان بن عبد الملك كان عبدًا من عباد الله قبضه الله على أحسن أحواله وأحيانه فرحمه الله.