للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأرسل إليه: انزل، قال: أنزل على غير ماء! فأرسل إليه: إن لم تنزل ذهبت خراسان من يدك؛ فنزل وأمر الناس أن يسقوا، فذهب الناس الرّجالة والناشبة؛ وهم صَفّان؛ فاستقوْا وباتوا، فلما أصبحوا ارتحلوا، فقال عبد الله بن أبي عبد الله: إنكم معشَر العرب أربعة جوانب؛ فليس يعيب بعضهم بعضًا؛ كلّ ربع لا يقدر أن يزول عن مكانه: مقدَّمة - وهم القلب - ومجنِّبتان وساقة؛ فإن جمع خاقان خيله ورجاله ثم صدم جانبًا منكم - وهم الساقة - كان بوارُكم، وبالحَري أن يفعل؛ وإنا أتوقّع ذلك في يومي، فشدُّوا الساقة بخيل. فوجّه الجُنَيد خيل بني تميم والمجففة، وجاءت الترك فمالت على الساقة؛ وقد دنا المسلمون من الطواويس فاقتتلوا، فاشتدّ الأمر بينهم، فحمل سلْم بن أحوَز على رجل من عظماء الترك فقتله. قال: فتطيّر الترك، وانصرفوا من الطَواويس؛ ومضى المسلمون؛ فأتوا بُخَارى يوم المهرجان. قال: فتلقّوْنا بدراهم بخارية، فأعطاهم عشرة عشرة، فقال عبد المؤمن بن خالد: رأيتُ عبد الله بن أبي عبد الله بعد وفاته في المنام فقال: حدّث الناس عني برؤيا يوم الشعب (١). اهـ.

وحجّ بالناس في هذه السنة إبراهيم بن هشام المخزوميّ؛ كذلك حدّثني أحمد بن ثابت، عمّن ذكره، عن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر.


(١) لرواية المدائني عن شيوخه ما يؤيده من قول خليفة بن خياط وقد ذكرنا في المقدمة أننا ومن باب التساهل في رواية التأريخ قبلنا ما رواه الطبري عن الفتوحات الإسلامية في عهد الأمويين وإن لم يكن مسندًا موصولًا ولكن بشرط خلو المتن من النكارات وتأييد ذلك من قبل مؤرخ آخر ثقة كابن خياط أو البلاذري وابن سعد والبسوي وغيرهم - ولقد قال خليفة ضمن حديثه عن وقائع سنة (١١٣) هـ فيها خرج الجنيد بن عبد الرحمن من مرة غطفان غازيًا يريد طخارستان فجاشت الترك بسمرقند فسار الجنيد حتى كان على أربع من سمرقند فلقيه خاقان فاقتتلوا قتالًا شديدًا حتى أمسوا فتحاجزوا وكتب الجنيد إلى سورة بن أبجر من بني أبان بن دارم وهو وإليه على سمرقند يأمره بالقدوم عليه فأتاه فلقيته الترك قبل أن يصل إلى الجنيد فقتل سورة بن أبجر وعامة جيشه وقتل معه مجاهد بن بلعاء العنبري ثم لقيهم الجنيد فهزمهم الله ومضى الجنيد فدخل سمرقند [تأريخ خليفة / ٢٢٢] وكذلك ذكر الذهبي أحداث هذه الوقعة تبعًا لخليفة بن خياط ضمن أحداث سنة (١١٣) هـ[تأريخ الإسلام - وفيات وحوادث سنة ١٠١ - ١٢٠ هـ ص ٣٠٧] والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>