للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= يحلف بالله فلا يصدق فقال له هشام اخرج عني قال إذًا لا تراني إلا حيث تكره فلما خرج من بين يدي هشام قال: من أحبّ الحياة ذلّ، فقال له الحاجب يا أبا الحسين لا يسمعن هذا منك أحد (١٩/ ٤٦٧) وهذا إسناد غير موصول.
هذه الرواية تخالف رواية الطبري التي ذكرت أن هشامًا صدّقهم عندما أقسموا له بالأيمان المغلظة وأخرج ابن عساكر من طريق يموت بن المزرع عن أبي مسلم عبد الله بن مسلمٌ حدثني أبي عن أبيه قال: دخل زيد بن علي بن الحسين على هشام بن عبد الملك وكان زيد لأم ولد فقال هشام: يا زيد بلغني أن نفسك تسمو بك إلى الإمامة والإمامة لا تصلح لأبناء الإماء. فقال له زيد يا أمير المؤمنين إن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام كان لأمة وقد كانت له النبوة وكان صادق الوعد وكان عند ربه مرضيًا والنبوة أكبر من الإمامة ... إلخ الرواية [تأريخ دمشق / ١٩/ ٤٦٨].
وأما عن إقناع شيعة الكوفة للإمام زيد بالخروج على خليفة الوقت هشام فصحيح كما مرّ بنا في الروايات السابقة ويؤيدها ما أخرجه ابن عساكر عن زكريا بن أبي زائدة قال: لما حججت مررت بالمدينة فقلت لو دخلت على زيد بن علي بن الحسين فسلمت عليه ... الرواية ... وفي آخرها: فخرجت من عنده فمضيت فقضيت حجتي ثم انصرفت إلى الكوفة فبلغني قدومه فأتيته فسلمت عليه ومسألته عما قدم له فأخبرني بكتب من كتب إليه يسأله القدوم عليه فأشرت عليه بالانصراف فلحقه القوم فردوه [تأريخ دمشق ١٩/ ٤٦٩] ولرواية الطبري وروايات ابن عساكر ما يؤيدها من رواية البلاذري من طريق المدائني عن عبد الله بن مسلم الفهري قال دخل زيد بن علي على هشام فلما مثل بين يديه لم ير لنفسه موضعًا - يجلس فيه فعلم أنه إنما فعل ذلك على عمد، فقال يا أمير المؤمنين إنه ليس أحدٌ فوق أن يؤمر بتقوى الله ولا أحد دون أن يأمر به فقال: لا أم لك، قال: أم لم تلدني؟ قال: أنت الذي تنازعك نفسك الخلافة ... إلخ الخبر) وفيه الحوار الذي ذكرته رواية الطبري وابن عساكر .. والمدائني صدوق وعبد الله بن سلم إن كان البصري فهو معروف كما قال ابن حجر وصدوق كما قال علي بن الحسين بن الجنيد (لسان الميزان / تر ٤٦٢٩).
ومسألة لقاء الإمام زيد بالخليفة هشام قبل سفر الأول إلى العراق مذكورة في روايات عدة تؤكد أن هشام بن عبد الملك لم يكن ليّن الكلام مع زيد بل كان حواره استفزازًا لزيد الذي كان سريع الانفعال وخرج مغضبا كما تؤكد رواية أخرى فقد أخرج ابن عساكر من طريق عباد بن يعقوب - رافضي صادق - قال: حدثنا يونس بن أبي يعفور- ثقة - عن الزهري - ثقة إمام - قال كنت على باب هشام بن عبد الملك قال فخرج من عنده زيد بن علي وهو يقول والله ما كره قوم الجهاد في سبيل الله إلَّا ضربهم الله تعالى بالذل) [تأريخ دمشق ١٩/ ٤٥٥].
ولا ندري ماذا عنى زيد بهذه العبارة هل عنى أنه ترك الجهاد مع الجيوش الفاتحة على أطراف الخلافة وبقي في المدينة منشغلًا عن الجهاد أم أنه يعتبر الخروج على هشام جهادًا؟ الله =

<<  <  ج: ص:  >  >>