ولقد أخرج الطبري رواية (ذكرناها في قسم الضعيف) عن محمد بن عبد العزيز الزهري (منكر الحديث) قال: لما قدم زيد بن علي على هشام بن عبد الملك ..... الرواية وفي آخرها فقال (أي زيد) والله لا يحب الدنيا أحدٌ إلَّا ذلّ فلما صار إلى هشام قضى حوائجهُ ثم مضى نحو الكوفة) ... إلخ وقد أخرج البلاذري رواية أخرى نحو رواية الطبري [كتاب جمل من أنساب الأشراف ١٨/ ٣٦١٠]. (١) لم يذكر الطبري الواسطة بينه وبين عبيد بن جناد والذي يبدو لنا أنه عمر بن شبة فقد أخرج البلاذري هذا الخبر مع اختلاف يسير من طريق عمر بن شبة عن عبيد بن جناد عن عطاء بن معلم وعمر بن شبة هو المؤرخ الثقة المعروف وعبيد صدوق ولكن عطاء ضعيف يعتبر به وله ما ينكر أحيانًا ومتنه هنا له ما يؤيده إلَّا أن عبارة (يشتم آبائي على منبره) غير صحيح بل محرّف وهو من تخليط وأخطاء عطاء بن مسلم فلم يصح عن خالد القسري أنه كان يشتم آباء زيد بن علي على المنبر ولو فعله لنقله الثقات إلينا ولو فعله لم يسكت عنه الحسن البصري وأمثاله وهم كثيرون لطالما عرّضوا أنفسهم لغضب الوالي وقالوا كلمة الحق وهم روّاد في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتغيير باللسان - بل لعلّ الصواب هنا أن خالدًا كان يذمّ آباء زيد بن علي (رضي الله عنهم أجمعين انتهاءًا بسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه) وكان له رأي سوء كان يبديه ولكن لم يتفوه به على منبره كما أخرج ابن عساكر عن عبد الله بن أحمد سمعت ابن معين قال خالد بن عبد الله القسري كان واليًا لبني أمية وكان رجل سوء وكان يقع في علي بن أبي طالب (تأريخ دمشق ٦/ ١٦٠). وأخرج ابن عساكر من طريق عمر بن شبة ثنا أبو نعيم عن الفضل بن الزبير أنه سمع القسري يقع في علي بن أبي طالب [تأريخ دمشق ٦/ ١٦٠] فلو صح هذان الخبران يكون الصواب أنه كان يقع في سيدنا علي رضي الله عنه في مجلسه لا على منبره والله أعلم بالصواب. ولذلك قال الذهبي في ترجمة خالد القسري: صدوق لكنه ناصبي بغيض ظلوم [الميزان / ١/ ٦١٧] وأما بقية المتن فصحيح كما ذكرنا آنفًا.