للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= حدثت في عهد أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك الذي كان حريصًا على إلقاء جذوة الجهاد متقدة وقدّم من أجل ذلك أبناءه وأخاه وابن عمه في مقدمة الجيوش الفاتحة ويوم أن جاء البشير إلى أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك بالفتح وانتصار المسلمين على خاقان فكبر (البشير) على الباب وهشام يكبر لتكبيره حتى انتهى إليه فقال الفتح يا أمير المؤمنين وأخبره فنزل هشام عن سريره فسجد سجدة الشكر (الطبري ٧/ ١٢٦) فرحم الله الخليفة العادل الزاهد المجاهد هشام بن عبد الملك وبهت أعداء الإسلام وأعداء تأريخه العظيم.
٧ - وهذه آراء بعض أئمة التأريخ في هشام بن عبد الملك:
قال الحافظ ابن كثير: لما مات هشام بن عبد الملك مات ملك بني أمية وتولّى وأدبر أمر الجهاد في سبيل الله واضطراب أمرهم جدًّا وإن كانت تأخرت أيامهم بعده نحوًا من سبع سنين ولكن في اختلاف وهيج وما زالوا كذلك حتى خرج عليهم بنو العباس فاستلبوهم نعمتهم وملكهم وقتلوا منهم خلقًا وسلبوهم الخلافة] البداية والنهاية ٩/ ٣٦٩ وقال المدائني والهيثم وغيرهما: السوّاس من بني أمية ثلاث: معاوية، وعبد الملك، وبهشام اختتمت أبواب السياسة وحسن السير [شذرات الذهب ٢/ ١٠٥] وقال عماد الدين أبو الفداء: وكان هشام حازمًا سديد الرأي غَزيرَ العقل [المختصر بأخبار البشر ١/ ٢٠٥] هذا بالإضافة إلى شهادة خصومه بني العباس وقد ذكرناها في قسم الصحيح من قبل.
ونختتم مناقبه بكلام المؤرخ الإمام الثقة ابن الجوزي إذ قال نقلًا عن علماء السير:
قال علماء السير: كان هشام إذا صلّى الغداة كان أول من يدخل عليه صاحب حرسه فيخبره بما حدث في الليل ثم يدخل عليه موليان له صع كل واحد منهما مصحف فيقعد أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره حتى يقرأ عليهما جزأه، ويدخل الحاجب فيقول فلان بالباب وفلان وفلان فيقول ائذن، فلا يزال الناس يدخلون عليه فإذا انتصف النهار وضع طعامه ورفعت الستور فيدخل الناس وأصحاب الحوائج وكاتبه قاعد خلف ظهره فيقوم أصحاب الحوائج فيسألون حوائجهم، فيقول لا ونعم، والكاتب خلفه يرفع بما يقول حتى إذا فرغ من طعامه وانصرف الناس صار إلى قائلته فإذا صلى الظهر دعى بكاتبه فناظره فيما ورد من أمور الناس حتى يصلي العصر ثم يأذن للناس فإذا صلى العشاء الآخرة حضر سمّاره؛ الزهري وغيره [المنتظم ٧٢/ ٩٨].
وأما مثالب الخليفة هشام بن عبد الملك:
١ - تأخّره في عزل والي العراق خالد بن عبد الله القسري:
ومن باب عدم بخس الناس أشياءهم نقول: إن خالدًا قام بأعمال خير، منها: استصلاح الأراضي الزراعية وحفر الأنهار، وإكرام أئمة أهل البيت كالإمام زيد وأبناء عمومته - وكان في الوقت نفسه حربًا على الزنادقة وأهل البدع والأهواء وكما قال ابن كثير كان قائمًا في إطفاء الضلال والبدع كما قدمنا من قتله للجعد بن درهم وغيره من أهل الإلحاد وقد نسب إليه =

<<  <  ج: ص:  >  >>