والنقد نفسه يوجه إلى هشام لعدم عزله يوسف بن عمر بعد قتله لإمام من أئمة أهل البيت ألا وهو زيد بن علي رضي الله عنه. ٢ - بالرغم من حزم هشام وصبره وتواضعه فَقَدْ فَقَدَ توازنه المعهود حين بلغه أن يزيد يطمح إلى الخلافة وازداد حنقًا عندما حاوره في سنة (١٢١ هـ) وعلم من فصاحته وبلاغته ومنطقه الأخّاذ، فأساء معاملته وأغلظ في الكلام معه ولم يكرمه حق الإكرام الذي يستحق كإمام من أئمة أهل البيت الكرام، فكانت تلك المواجهة الكلامية السيئة التي قابل بها زيدًا سببًا أو شرارة أذكت روح الإباء والخروج عند الإمام زيد كما قال ابن عساكر: وفد على هشام بن عبد الملك فرأى منه جفوة فكان ذلك سبب خروجه وطلبه للخلافة [تأريخ دمشق ١٩/ ٤٥٠ / تر ٢٣٤٤]. والمعروف عن هشام كرهه الشديد لسفك الدماء وكان حريصًا على إقناع زيد بأي شكل من الأشكال بالرجوع إلى الحجاز وترك الكوفة ولقد طلب من والي العراق وبإلحاح أن يسرع في حثه على العودة إلى الحجاز وقد نجح في ذلك لولا تشبث شيعة الكوفة به وهو خارج الكوفة. وسوء تعامله مع الإمام زيد في لقائهما الأخير سنة (١٢١ هـ) من مثالبه الكبيرة وقد ترك أثره من بعد هشام. قال خليفة تحت عنوان: تسمية عمال هشام بن عبد الملك: مكة والمدينة والطائف: محمد بن هشام بن إسماعيل المخزومي سنة ست ومئة في جمادى الأولى، فلم يزل واليًا على مكة حتى مات هشام. المدينة: ولاها مع مكة محمد بن هشام بن إسماعيل، ثم عزله سنة أربع عشرة ومئة وولى خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم، ثم عزله سنة تسع عشرة ومئة، وكتب إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم فكان يصلي بالناس حتى قدم محمد بن إبراهيم بن هشام سنة تسع عشرة، فلم يزل واليًا حتى مات هشام. اليمن: ولاها هشام يوسف بن عمر الثقفي، فقدمها لثلاث بقين من شهر رمضان سنة ست ومئة، فلم يزل واليًا حتى كتب إليه في سنة عشرين ومئة بولايته على العراق، فسار واستخلف ابنه الصلت بن يوسف. ثم ولّاها أخاه القاسم بن عمر، فلم يزل واليًا حتى مات هشام. =