للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خندقه بجلولاء، فوجد الحسن بنَ هبيرة في خندقه، فرجع إلى أبيه فأخبره بمكان ابن هُبيرة؛ فذكر عليّ بن محمد، عن زهير بن هنيد وجبلة بن فرُّوخ وإسماعيل بن أبي إسماعيل والحسن بن رشيد، أنّ قحطبة، قال لأصحابه لما رجع ابنه الحسن إليه وأخبره بما أخبره به من أمر ابن هبيرة: هل تعلمون طريقًا يخرجنا إلى الكوفة، لا نمرّ بابنِ هُبيرة؟ فقال خلف بن المورّع الهمَذانيّ، أحد بني تميم: نعم، أنا أدلّك، فعبر به تامرًا من رُوستُقْباذ، ولزم الجادّة حتى نزل بُزُرْج سابور، وأتى عَكْبراء، فعبر دِجْلة إلى أوانا (١).

قال عليّ: وحدّثنا إبراهيم بن يَزيد الخراسانيّ، قال: نزل قحطبة بخانقِين وابن هبيرة بجَلُولاء؛ بينهما خمسة فراسخ، وأرسل طلائعه إلى ابنِ هبيرة ليعلم علمه، فرجعوا إليه، فأعلموه أنه مقيم، فبعث قَحْطبة خازمَ بن خزيمة، وأمره أن يعبر دِجْلة، فعبَر وسار بين دجلة ودُجَيل؛ حتى نزل كوثبا؛ ثم كتب إليه قحطبة يأمره بالمسير إلى الأنبار، وأن يُحْدر إليه ما فيها من السفُن وما قدَر عليه يعبرها، ويوافيه بها بدمِمّا، ففعل ذلك خازم، ووافاه قحطبة بدِممّا، ثم عبر قحطبة الفُرات في المحرّم من سنة اثنتين وثلاثين ومئة.

ووجه الأثقال في البرية، وصارت الفرسان معه على شاطئ الفرات وابن هبيرة معسكر على فم الفرات من أرض الفلُّوجة العليا، على رأس ثلاثة وعشرين فرسخًا من الكوفة، وقد اجتمع إليه فَلُّ ابن ضُبارة، وأمدّه مَرْوان بحوثرة بن سهيل الباهليّ في عشرين ألفًا من أهل الشام (٢).

وأما هشام بن محمد، فإنه ذكر عن أبي مخنف أنّ قحطبة انتهى إلى موضع مخاضة ذكِرَت له، وذلك عند غروب الشمس ليلة الأربعاء؛ لثمان خلوْن من المحرّم سنة اثنتين وثلاثين ومئة، فلما انتهى قحطبة إلى المخاضة اقتحَم في عِدّة مِن أصحابه، حتى حمل على ابن هبيرة، وولى أصحابُه منهزمين؛ ثم نزلوا فم النيل، ومضى حوثرة حتى نزل قصْرَ ابن هبيرة، وأصبح أهل خراسان وقد فقدوا أميرهم، فألقوا بأيديهم، وعلى الناس الحسن بن قحطبة (١).


(١) بعض هذا المتن مكرر وانظر تعليقنا في نهاية هذه الروايات.
(٢) انظر تعليقنا لاحقًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>