(٢) هذه مجمل روايات الطبري حول مسار قحطبة إلى العراق والتقائه بجيش والي العراق ابن هبيرة ونشوب المعركة المعروفة في الثامن من محرم سنة ١٣٢ هـ بالقرب من نهر الفرات ومقتل قحطبة بن شبيب وهزيمة جيش ابن هبيرة وتفرّقه - ولقد تحدثنا عن الأسانيد في مقدمة عهد مروان بن محمد - فلينظر. وأما عن روايات خليفة التي تؤيد ما ذكره الطبري في النقاط الرئيسة وقد سبق أن ذكرنا رواية خليفة في مسار قحطبة نحو حلوان ثم العراق وصولًا إلى خانقين بالقرب من جلولاء حيث عسكر ابن هبيرة. ثم ذكر خليفة تتمة الحدث ضمن وقائع سنة ١٣٢ هـ فقال: سنة اثنين وثلاثين ومئة: خبر القضاء على ابن هبيرة بواسط: فيها لقي قحطبة بن شبيب يزيدَ بن عمر بن هبيرة فحدثني محمد بن معاوية عن بيهس بن حبيب قال بلغ ابن هبيرة أن قحطبة خرج متوجهًا نحو الموصل فقال ابن هبيرة لأصحابه ما بال القوم تنكبونا؟ قالوا: يريدون الكوفة فنادى ابن هبيرة بالرحيل ولم يحل عقدة حتى بلغ براز الروز من خندقنا على ستة فراسخ وتركنا أعلافنا وأطعمتنا وجاء قحطبة فنزل خندقنا ونزلنا وصرنا في العراء فأقام نحوًا من عشرين يومًا حتى أسمن وأجم ثم سار معارضًا لمهب الشمال حتى قطع دجلة من باحمشا وذلك في الصيف والبسر قد احمر وقلت المياه فأخاض فأقبل وأقبلنا جميعًا نريد الكوفة حتى انتهينا جميعًا إلى الفرات فنزل الفلاة ونزلنا على مسناة الفرات من أرض الفلوجة العليا وذلك يوم الثلاثاء لثمان خلون من المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومئة ثم عبر قحطبة الفرات وعبر معه نحو من سبعمئة وتتام إلينا نحو ذلك وجاء ابن هبيرة ولا يشعر به فصاروا على المسناة ونحن تحتهم فطاعناهم فأزالونا =