للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= لغيرهم من الأئمة ومرويات الحديث مليئة بالمتون الصحيحة في مناقب آل البيت ووصايا الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأمته بأن يوقروا آل بيته وذلك عامل مهم وسرّ من أسرار نجاحِ الحركة التغييرية الجديدة الداعية إلى الكتاب والسنة والعودة بالخلافة إلى رشدها والرضا من آل محمد.
٩ - إن آل علي (الحسين، زيد بن علي، وابنه يحيى، وغيرهم رضي الله عنهم وأرضاهم) كانوا متسرعين في حركاتهم ولم يسبقوا الخروج بعمل منظم ودؤوب مع طول نفس بل اعتمدوا على عواطف جياشة تجاه أهل البيت دون تنظيم لتلك العواطف والطاقات والصبر على ذلك وإعدادها لساعة الانطلاق، على عكس ما فعله بنو العباس إذ استغرقت مرحلة الإعداد فترة طويلة (قرابة ربع قرن).
١٠ - ولا تكتمل الصورة للقارئ الكريم إلا بعد مراجعته لعوامل انحسار بني أمية واختفائهم من الساحة، إن خلفاء بني أمية فقدوا سيطرتهم على الأطراف فضلًا عن زعزعة سلطتهم داخل الشام حيث دار الخلافة وقد ساعد تولي الفاسق (الوليد بن يزيد) في كسر شوكة الخلافة والحط من هيبة الخليفة في أعين الناس.
ويروي لنا ابن خياط رواية تبين ضعف السلطة المركزية للخلافة وانهيار هيبة الخليفة إلى حدّ أمكن المتنفذين من حوله أن يزوروا كتابًا باسم الخليفة الصالح يزيد بن الوليد الملقب بالناقص، فقد أخرج خليفة: (قال: فحدثني العلاء بن برد بن سنان، قال: حدثني أبي، قال: حضرت يزيد بن الوليد حين حضرته الوفاة فأتاه (قطن) فقال: إن رُسل من وراء بابك يسألونك بحق الله لمّا وليت أمرهم أخاك إبراهيم. فقطب وقال بيده على جبهته: أنا أولي إبراهيم؟ ! ثم قال لي يا أبا العلاء: إلى من ترى أعهد؟ فقلت: أمر نهيتك عن الدخول في أوله، فلا أشير عليك في آخره، قال وأصابته إغماءة حتى ظننت أنه قد مات، ففعل ذلك غير مرة، قال: فقعد قطن فافتعل عهدًا على لسان يزيد بن الوليد ودعا ناسًا فأشهدهم عليه، قال أبي: لا والله ما عهد إليه يزيد شيئًا ولا إلى أحد من الناس) (تأريخ خليفة / ٣٨٧). قلنا ورجال هذا الإسناد ثقات.
١١ - وأخيرًا التوقيت الموفق لانطلاق أبي مسلم الخراساني ومعاونيه:
قدر الله سبحانه وتعالى لقادة الحركة التغييرية الجديدة التوفيق في اختيار الوقت المناسب للانطلاق فالخلافات بين مراكز القوى في خراسان على أشدها، والصراع بين أمراء بني أمية على أشده وهم يتنافسون منصب الخلافة كما أرخ خليفة لذلك الصراع ضمن أحداث سنة سبع وعشرين ومئة، فبوب قائلًا: (خبر بيعة مروان بن محمد وخلع إبراهيم بن الوليد، فيها وقعت الفتنة) (خليفة / ٣٩١).
قلنا فحصل بين أمراء بني أمية ما حصل من القتال والصراع الشديد انتهى بانهيار إبراهيم بن الوليد وخلعه نفسه وبيعته لمروان بن محمد في نهاية المطاف، وفيها (أي سنة ١٢٧ هـ) خلع أهل حمص ودمشق مروان بن محمد فسار إليهم وهزمهم وقتل رؤساءهم، ومن جهة =

<<  <  ج: ص:  >  >>