للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= العمالقة كالمهلب بن أبي صفرة وقتيبة والجراح وموسى بن نصير مع تدني مستوى التدين لدى بعض الخلفاء وفسوق بعضهم كالوليد الثاني الفاسق مع توقف عمليات الفتوح العظيمة كل ذلك أدى إلى بروز هذه الصراعات التي استغلها العباسيون ولكن هذه الصراعات لم تكن متأصلة أولًا ولم تظهر بوادرها إلا في عهد أسد بن عبد الله القسري والي خراسان الذي أثار هذه النعرة ولذلك عزله الخليفة هشام ولم يظهر هذا الصراع بصورة جلية ومؤثرة إلا بعد وفاة أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك ومن ثم اختفت بمجرد انضواء الأمة تحت قيادة الدعوة الجديدة الداعية إلى الرضا من آل محمد والرجوع بالخلافة إلى راشديتها ولو كان ذلك الصراع متأصلًا بالفعل لما اختفى بهذه السهولة وهذا يكذب مزاعم بعض المستشرقين الذين أرادوا أن يجعلوا من الصراع القبلي عاملًا متأصلًا من عوامل حركة التأريخ الإسلامي يقول الدكتور عماد الدين خليل ومنذ وفاة هشام بن عبد الملك عام (١٢٥) وحتى سقوط الدولة الأموية عام (١٣٢ هـ) أخذت الأفعال وردود الأفعال القبلية تتصاعد وتزداد استشراء وكانت من بين الثغرات العديدة التي نفذت منها الدعوة العباسية لتحقيق أهدافها (في التأصيل الإسلامي للتأريح / ٧٩).
الصفات العامة للنظام الإداري في عهد الأمويين وآراء المؤرخين المعاصرين في تقييم ذلك ونقدنا لبعض آرائهم:
لقد حاول كثير من أساتذة التاريخ الإسلامي المعاصرون إظهار الوجه المشرق للتأريخ الإسلامي إلّا أنهم لم يستطيعوا أن يتخلصوا بالكلية من تأثير الروايات الملفقة والتي رواها متروكون، أو رويت بلا إسناد (وخاصة فيما يتعلق بالقرن الأول) ولا نبرئ أنفسنا من الخطأ ولا ندعي أننا استطعنا التخلص تمامًا من تأثير هذه الروايات المتروكة ورواسبها، ولكن بذلنا ما في وسعنا لتفادي الاحتجاج بها، ولم تنج المناهج الجامعية من تأثير الروايات الضعيفة جدًّا، أو المكذوبة في مختلف أنحاء العالم وسنورد هنا مثالًا لجهد قام به أستاذان للتأريخ الإسلامي (بجامعة بغداد - كلية الآداب) فقد ألفا مجلدًا ضخمًا من خمسمئة صفحة تحت عنوان (عصر النبوة والخلافة الراشدة) وذلك سنة ١٩٨٦ م، (الكتاب المنهجي لكليتي الشريعة والآداب)، وفيه مقارنات قيمة بين النظم الإدارية والمالية في عهود مختلفة منها (الخلفاء الراشدون، عهد الأمويين، ثم العباسيين) والذي يهمنا هنا هو ما ذكره الأستاذان تحت عنوان طبيعة النظام الإداري الأموي (ص ٣٧٠) وسنذكر كلامهما فإن نوزعا فيه ذكرنا مواضع النقد: - قال المؤلفان: ومن ملاحظاتنا للنظام الإداري الأموي يمكنا أن نسخلص النقاط التالية -:
(كان الأمويّون يدققون بعناية في اختيار الوالي الذي يولونه على الإقليم). قلنا وهذا صحيح، وإن كانت هناك حالات شاذة فلا قياس عليها وسنذكر أمثلة تؤيد قول المؤلفين. =

<<  <  ج: ص:  >  >>