للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= عبارة أوردها الطبري على لسان أحد جلساء الخليفة العباسي حيث سأله عن هذه الأقوام.
فقال: أهل الحجاز مبتدأ الإسلام وبقية العرب وأهل العراق ركن الإسلام ومقاتلته عن الدين، وأهل الشام حصن الأمة وأسنة الأئمة وأهل خراسان فرسان الهيجاء وأعنة الرجال والترك منابت الصخور وأبناء المغازي [تأريخ الطبري ٧/ ٧١].
ولعل من الإنصاف أن نقول: استلم مروان بن محمد دفة إدارة الخلافة في ظرف عصيب عاصف كما قال ابن قتيبة الدينوري (٢١٣ هـ) ولم يزل مروان في تشتت من أمره واضطراب من كل النواحي عليه وهو مع ذلك يقيم للناس الحج إلى سنة ثلاثين ومئة فكان ذلك آخر ما أقام بنو أمية للناس حجهم [المعارف / ١٣٦٩].
والحق فإن مروان لم يجد الفرصة الكافية لاسترداد أنفاسه ولمِّ شعثه منذ اللحظة التي تولّى فيها الخلافة وحتى مقتله سنة ١٣٢ هـ، كما قال الحافظ السيوطي (ثم إنه لم يتهنَّ بالخلافة لكثرة من خرج عليه من كل جانب إلى سنة اثنين وثلاثين ومئة فخرج عليه بنو العباس) تأريخ الخلفاء / ٢٥٥ / وفي سيرته جوانب مضيئة من الحيف والظلم ألا نذكره، من باب قوله تعالى: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} فقد قال الحافظ ابن كثير في ترجمته: ولّاه هشام نيابة أذربيجان وأرمينية والجزيرة في سنة أربع عشرة ومئة ففتح بلادًا كثيرًا وحصونًا متعددة في ستين كثيرة وكان لا يفارق الغزو في سبيل الله وقاتل طوائف من الناس فكسرهم وقهرهم وقد كان شجاعًا بطلًا مقدامًا.
البداية والنهاية (٨/ ٤٢).
ومن الجوانب المضيئة في سيرته: تَقَشُّفهُ وميله إلى الخشونة في عيشه وإن كان يحب السماع وغير ذلك ولكن غلب عليه الانشغال بالحرب وكثرة والأسفار كما قال المؤرخون وأما عن تقشفه فقد أخرج البلاذري من طريق المدائني عن أبي سلمة الغفاري قال: أتيته أطلب بدم فقال لي إن الوالي وكيل الغائب فإن شئت نازعتك. وإن شئت كتبت إلى عامل المدينة آمره بالنظر فيما تدّعي بحضرة الفقهاء ... الخبر .. وفيه: فأمر بالرحيل فرحل الناس وأبطأ خروجه فقيل له إن الناس قد ركبوا وقد أبطأت قال ويحك قبائي يُخاط فَتْقٌ فيه رأيته لا والله ما عندي غيره [جُمَل من أنساب الأشراف / ٨/ ٣٨٦٤] وروى منصور بن أبي مزاحم (ثقة) قال سمعت الوزير أبا عبد الله يقول سألني المنصور ما كان أشياخك يقولون؟ .. الخبر وفي =

<<  <  ج: ص:  >  >>