للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ربيعة، وأخذوا ثلاثةً من بني فزارة؛ فحبسوهم وشتموا ابن هبيرة، فجاءهم يحيى بن حُضين، فكلّمهم فقالوا: لا نخلي عنهم حتى يخلى عن صاحبنا؛ فأبى ابنُ هبيرة، فقال له: ما تفسِد إلا على نفسك وأنت محصور؛ خلّ سبيل هذا الرجل، قال: لا ولا كرامة؛ فرجع ابنُ حضين إليهم فأخبرهم، فاعتزل معن وعبد الرحمن بن بشر العجليّ، فقال ابن حضين لابن هبيرة: هولاء فرسانك قد أفسدتهم؛ وإن تماديت في ذلك كانوا أشدَّ عليك ممّن حصرك؛ فدعا أبا أميّة فكساه، وخلى سبيله، فاصطلحوا وعادوا إلى ما كانوا عليه.

وقدم أبو نصر مالك بن الهيثم من ناحية سِجِستان، فأوفد الحسن بن قحطبة وفدًا إلى أبي العباس بقدوم أبي نصر عليه، وجعل على الوفد غَيلان بن عبد الله الخُزاعيّ -وكان غيلان واجدًا على الحسن لأنه سرّحه إلى رَوْح بن حاتم مددًا له- فلما قدم على أبي العباس قال: أشهدُ أنك أمير المؤمنين، وأنك حبلُ الله المتين، وأنك إمام المتقين؛ فقال: حاجتَك يا غيلان؟ قال: أستغفرك، قال: غفر الله لك، فقال داود بن عليّ: وفّقك الله يا أبا فضالة، فقال له غيلان: يا أميرَ المؤمنين، مُنّ علينا برجل من أهل بيتك، قال: أوَليس عليكم رجل من أهل بيتي! الحسن بن قحطبة؛ قال: يا أميرَ المؤمنين، مُنّ علينا برجل من أهل بيتك، فقال أبو العباس مثل قوله الأول، فقال: يا أميرَ المؤمنين؛ مُنّ علينا برجل من أهل بيتك ننظر إلى وجهه، وتَقَرّ أعيننا به، قال: نعم يا غيلان؛ فبعث أبا جعفر، فجعل غيلان على شُرَطه فقدم واسطًا، فقال أبو نصر لغيلان: ما أردت إلى ما صنعت؟ قال: "به بود" (١).

فمكث أيامًا على الشُّرط ثم قال لأبي جعفر: لا أقوي على الشرط ولكني أدلك على من هو أجلد مني قال من هو؟ قال جمهور بن مرار قال: لا أقدر على عزلك لأن أمير المؤمنين استعملك قال اكتب إليه فأعلمه فكتب إليه أبو العباس:


(١) كلمة فارسية معناها- سلامة كما قال محمد أبو الفضل إبراهيم والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>